السبت 23 ذو الحجة 1445 هـ
29 يونيو 2024 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-59، كتاب الوضوء، الحديث 233و234   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-58، كتاب الوضوء، الحديث 224و225و226و227و228و229و230و231و232   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-57، كتاب الوضوء، الحديث 220و221و222و223   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-57، كتاب الوضوء، الحديث 220و221و222و223   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-56، كتاب الوضوء، الحديث 214و215و216و217و218و219   تفسير القرآن: تفسير سورة يونس 15-23   تفسير القرآن: تفسير سورة يونس 11-14   تفسير القرآن: تفسير سورة يونس [7-10]   تفسير القرآن: تفسير سورة يونس [5-6]   تفسير القرآن: ‌‌[سورة يونس: 1-4]      

‌‌[سورة يونس: 1-4]

‌‌[سورة يونس: 1-4]

مكية، ولا يصح شيء خاص في فضلها.

{الر. تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ (1)}

{الر} الحروف المقطعة تقدم الكلام عليها في أول سورة البقرة {تِلْكَ} أَيْ هَذِهِ {آيَاتُ الْكِتَاب} الْقُرْآن {الْحَكِيم} الْمُحْكَم المتقن، ليس فيه خلل ولا باطل ولا تناقض، ممنوع منها.

‌{أَكانَ ‌لِلنَّاسِ ‌عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ (2)}

{أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا} استفهام إنكار وتوبيخ، أَيْ أكان إنزالنا الوحي {إلَى رَجُل مِنْهُمْ} على رجل من البشر يعني محمداً صلى الله عليه وسلم؛ باعثاً على تعجب الكفار؟

ينكر الله تبارك تعالى على من تعجب من الكفار من إرسال محمد صلى الله عليه وسلم، وهو من البشر؛ كأنهم لم يعلموا أنَّ الله قد أوحى مِن قبله إلى بشر مثلِه، فتعجَّبوا من وحينا إليه {أَنْ} مُفَسِّرَة، أي أرسَلَه وأمره بأن {أَنْذِرْ} خَوِّفْ {النَّاس} وحذرهم من مخالفة أمر الله تبارك وتعالى ومعاقبتهم عليه {وَبَشِّرْ} يا محمد {الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ} أَيْ بِأَنَّ {لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْد رَبّهمْ} أَيْ أن لهم أَجْرًا حَسَنًا على مَا قَدَّمُوهُ مِنْ أعمال صالحة {قَالَ الْكَافِرُونَ إن هذا} يعنون النبيَّ محمداً صلى الله عليه وسلم {لساحرٌ مُبِين} بَيِّن واضح.

وفي قراءة: (إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ) بمعنى: إن هذا الذي جئتنا به -يعنون القرآن- لسحر بين واضح.

قال الطبري رحمه الله في معنى كلمة: "قدم صدق": وذلك أنه محكيٌّ عن العرب: "هؤلاء أهْلُ القَدَم في الإسلام" أي هؤلاء الذين قدَّموا فيه خيرًا، فكان لهم فيه تقديم. ويقال: "له عندي قدم صِدْق، وقدم سوء"، وذلك ما قدَّم إليه من خير أو شر". انتهى

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَاّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (3)}

{إنَّ رَبّكُمْ} الذي له العبادةُ وحده، ولا يجوز أن يعبد غيرُه، هو {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام} مِنْ أَيَّام الدُّنْيَا، أي في تقديرها، وَلَوْ شَاءَ لَخَلَقَهُنَّ فِي لَمْحَة، وَلم يفعل ذلك لِتَعْلِيمِ خَلْقه التَّثَبُّت، هذا قول.

قال ابن عثيمين رحمه الله: فإذا قال قائل: أليس الله قادرًا على أن يخلقها في لحظة؟

فالجواب: بلى؛ لأن أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له: كن فيكون، إذن: لماذا كانت في ستة أيام؟ أجيب عن ذلك بجوابين: الأول: أن المخلوقات هذه يترتب بعضها على بعض، فرتب الله بعضها على بعض حتى أحكمها وانتهى منها في كم؟ في ستة أيام.

الثاني: أن الله علَّم عبادَه التُّؤَدَةَ والتأني، وأن الأهمَّ إحكامُ الشيء، لا الفراغُ منه، حتى يتأنى الإنسانُ فيما يصنعه، ولو كان يُخلِّصُه في ساعة -يعني ينهيه في ساعة-، يتأنى ولو يُخلِّصه في ساعتين، فعلَّم سبحانه عباده التأني في الأمور التي هم قادرون عليها، وكلا الأمرين وجيه. انتهى

{ثُمَّ اسْتَوَى} علا وارتفع {عَلَى الْعَرْش} وهو عرش عظيم لله تبارك وتعالى له قوائم، تحمله الملائكة، وهو أعلى المخلوقات وسقف الجنّة، فوق الفردوس الأعلى، أعلى المخلوقات، وليس فوقه شيء سوى الله {يُدَبِّر} الله تبارك وتعالى {الْأَمْر} بَيْن الْخَلَائِق {مَا مِنْ شَفِيع} يَشْفَع لِأَحَدٍ {إلَّا مِنْ بَعْد إذْنه} فلا يشفع أحد لأحد إلا بعد إذن الله له بالشفاعة، وهذا رَدّ لِقَوْلِهِمْ: إنَّ الْأَصْنَام تَشْفَع لَهُمْ {ذَلِكُمْ} المتصف بهذه الصفات هو {اللَّه رَبّكُمْ} سيِّدكم ومولاكم، لا من لا يسمع ولا يبصر ولا يدبِّر ولا يقضي من الآلهة والأوثان {فَاعْبُدُوهُ} وَحِّدُوهُ، ولا تعبدوا معه غيره {أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} أفلا تتعظون وتعتبرون بهذه الآيات والحجج، فتتوبون وتوحدون ربكم، وتتبرؤون من عبادة غيره؟

{إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (4)}

{إلَيْهِ} إلى الله تبارك وتَعَالَى {مَرْجِعكُمْ} بعد موتكم يبعثكم للحساب {جَمِيعًا وَعْد اللَّه حَقًّا} وَعدُه لكم أنه سيبعثكم بعد موتكم للحساب {إنَّهُ} تبارك وتعالى {يَبْدَأ الْخَلْق} أَيْ بَدَأَهُ بِالْإِنْشَاءِ {ثُمَّ يُعِيدهُ} بِالْبَعْثِ بعد الموت {لِيَجْزِيَ} ليُثِيبَ {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات بِالْقِسْطِ} بالعدل والإنصاف {وَاَلَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَاب مِنْ حَمِيم} مَاء حار يغلي، بلغ نِهَايَةَ الْحَرَارَة {وَعَذَاب أَلِيم} مُؤْلِم موجع {بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ} أَيْ بِسَبَبِ كُفْرهمْ.

قائمة الخيارات
0 [0 %]
الاحد 26 ذو القعدة 1445
عدد المشاهدات 49
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق