هدف داعش في عملياته الأخيرة في السعودية ومحاولاته في الأردن؛ هو زرع الفتنة وإثارة الفوضى في البلاد ؛ فهذا ما يمكن له من الدخول إلى البلاد وإفسادها وقتل أهلها، فهو أضعف من أن يتمكن من كسر جيش مدرب ومسلح ، ولكن بزرع الفتنة يتمكن من الدخول ، واختار هذا الوقت تحديدا لدخول السعودية في حرب ، والبلاد في حال الحرب تكون مشغولة فهي فرصة لمن أراد الإفساد ؛ لذلك أنصح الشعوب أن تكون حذرة وفطنة لمثل ذلك المكر الخبيث .
وانظروا ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما كادت أن تثور فتنة بين المسلمين والكفار في وقت كانت ستعود مفسدتها على المسلمين :
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب على حمار على قطيفة فدكية، وأردف أسامة بن زيد وراءه يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدر، قال: حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبي ابن سلول وذلك قبل أن يسلم عبد الله بن أبي، فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود والمسلمين، وفي المجلس عبد الله بن رواحة فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة، خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه، ثم قال: لا تغبروا علينا، فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم، ثم وقف فنزل فدعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن، فقال عبد الله بن أبي ابن سلول: أيها المرء إنه لا أحسن مما تقول، إن كان حقا فلا تؤذنا به في مجلسنا، ارجع إلى رحلك فمن جاءك فاقصص عليه، فقال عبد الله بن رواحة: بلى يا رسول الله فاغشنا به في مجالسنا، فإنا نحب [ص:40] ذلك، فاستب المسلمون والمشركون واليهود، حتى كادوا يتثاورون، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكنوا.....انتهى الشاهد من الحديث . متفق عليه
التعليقات عدد التعليقات (1)
اضافة تعليقعثمان محمد جابر العفري