هذه عقيدتنا في الحكام المسلمين يا جاهل، لا نبرر لهم أخطاءهم المتعمدة ولا ظلمهم وفسادهم، ولا ندافع عنهم في ذلك، ولكننا نمتثل أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فيهم، ونتقي الله في دماء المسلمين ونخاف عليها ونحرص على حفظها، ولو أردنا اتباع الهوى لسلكنا طريقكم وكنا معكم؛ لأن طريقكم طريق الهوى وطلب الدنيا ، ولكننا آثرنا الآخرة على الفانية، فاتبعنا أمر الله وأمر رسوله، وتركنا أهواءنا خلف ظهورنا .
وقد ظهر واستبان فساد طريقتكم واتضح لكل ذي عينين بعدما جرى في بلاد المسلمين نتيجة الخروج على كلام العلماء، والسماع لأهل الأهواء، الذين رموا بالمسلمين في الفتنة لنيل مصالحهم ومصالح أحزابهم.
قال البربهاري رحمه الله : ولا يحل قتال السلطان والخروج عليه وإن جاروا، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: «اصبر، وإن كان عبدا حبشيا» .
وقوله للأنصار: «اصبروا حتى تلقوني على الحوض» .
وليس من السنة قتال السلطان؛ فإن فيه فساد الدين والدنيا.
وقال ابن عبد البر إمام أهل المغرب العربي في وقته رحمه الله :
وأما جماعة أهل السنة وأئمتهم فقالوا هذا هو الاختيار أن يكون الإمام فاضلا عالما عدلا محسنا قويا على القيام كما يلزمه في الإمامة، فإن لم يكن فالصبر على طاعة الإمام الجائر أولى من الخروج عليه؛ لأن في منازعته والخروج عليه استبدال الأمن بالخوف وإراقة الدماء وانطلاق أيدي الدهماء وتبييت الغارات على المسلمين والفساد في الأرض وهذا أعظم من الصبر على جور الجائر.
روى عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر قال قال ابن عمر حين بويع ليزيد بن معاوية: إن كان خيرا رضينا وإن كان بلاء صبرنا.
التعليقات عدد التعليقات (0)
اضافة تعليق