براءة السلفيين من الأعمال الإجرامية التي وقعت
في مدينــة الزرقــاء الأردنية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ؛
فإن السلفيين بريئون من الأعمال الإجرامية التي وقعت في الزرقاء على أيدي ثلة من التكفيريين ، والتي اعتدوا فيها على بعض رجال الأمن الذين يسهرون الليل على حماية الناس وأموالهم وأعراضهم في بلادنا الأردن المسلمة ؛ فأدى اعتداؤهم عليهم إلى سفك الدم الحرام الذي حرمه الله تبارك وتعالى ، وهذه نتيجة معروفة للمظاهرات والاعتصامات التي لا يزال أهل السنة السلفيون يصرخون بتحريمها لما تجر إليه من فتن وفساد وسفك للدماء وتدمير للممتلكات ، أدركه اليوم الكثير ممن كان ينافح عنها .
وإن الاعتداء على رجال الأمن لمنكرعظيم ؛ يغرق البلاد في دوامة فتن لا يعلم عاقبتها إلا الله .
ومن المؤسف حقا أن تنسب هذه الأعمال للسلفيين ودون تفريق من بعض وسائل الإعلام التي لا تميز بين الغث والسمين ؛ فإن السلفية منهج رباني يحفظ الدم المسلم ويعظمه ؛ فلا يجوز أن يلوث بنسبة هذه الأعمال التي ينكرها علماء هذا المنهج ويحذرون من مرتكبيها على مر الأيام والشهور والسنين ، معتمدين في ذلك على فهم صحيح لمنهج سلف هذه الأمة الذي قام على فهم صحيح بعيد عن إدخال الأهواء في تفسير آيات كتاب الله وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأخيرا أسأل الله أن يشفي من أصيب من رجال الأمن وأن يعينهم على ما حملوه من واجب حفظ أمن البلاد الذي يؤدي إلى حفظ الأنفس والأعراض والأموال .
وإنني أدعو تلك الفرقة من التكفيريين إلى مراجعة أفكارهم التي ترتكز على شبهات تعلق بها قبلهم الخوارج الذين حذر منهم النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنصحهم أن يتمسكوا بالمحكمات ويتركوا المتشابهات كي لا يكونوا ممن قال فيهم المصطفى صلى الله عليه وسلم :" فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم " .
وذلك في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن عائشة قالت : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا، وما يذكر إلا أولو الألباب} قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم»
. والله أعلم وهو الموفق .