إجابات الرملي السديدة على الطعونات الشديدة
"مفرغة"
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه أجمعين أما بعد:
فهذا تفريغ لتسجيل صوتي للشيخ أبي الحسن علي الرملي، أجاب فيه على بعض الأسئلة التي وجهها له بعض الإخوة من ليبيا حفظها الله تعالى وحفظ أهلها من كل سوء، وأعانهم على تطبيق شرعه، إنه على ذلك قدير بتاريخ 28 محرم 1433.
السائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. . .
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. .
السؤال الأول: هل صحيح يا شيخ ما يثار حولك أنك تطعن في الشيخ الألباني رحمه الله ؟
جواب الشيخ:
جوابي على هذا أنه ما يثير هذا الكلام إلا حاقد أو حاسد مبغض ، وهو مع ذلك كذاب أيضاً ؛ فإن ما نشرته في شبكة الدين القيم لمن أراد أن يتبّع الأمر هناك يضع كلمة الألباني في شبكة الدين القيم ثم يقرأ وينظر ما الذي كتبته عنه – رحمه الله -، فمما كتبته عن هذا الإمام – رحمه الله – مثنياً عليه في ذلك، قلت: الشيخ الألباني من أئمة الإسلام في هذا العصر، وثناءات العلماء عليه كثيرة وكبيرة، وله جهود دعوية عظيمة، وهو من الدعاة إلى المنهج السلفي الصحيح، الذي يعتني بتصحيح عقائد المسلمين وتحذيرهم من الشرك والكفر والبدع والخرافات والله أعلم. هذا مكتوب مسطّر في شبكة الدين القيم، من عام 1429هـ، ولي كلام آخر كثير عن الشيخ الألباني – رحمه الله –.
والذي أعتقده وأدين الله به لا مداهنة ولا إرضاءً لأحد من عباد الله، بل قربة أتقرب بها إلى الله – سبحانه وتعالى -، ومحبة قذفها الله – سبحانه وتعالى – في قلبي لهذا الرجل ؛ أدين الله بأنه أحد المجددين الذين بعثهم الله – تبارك وتعالى – على رأس السنة ، ومنهم الإمام ابن باز، والإمام ابن عثيمين، والإمام الوادعي، هؤلاء الأربع ، لا زلت أقول هذا لتلاميذي في مجالسي أنني أدين الله – تبارك وتعالى – بأنهم هؤلاء الأربعة مجددوا هذا الزمان، جدّد الله بهم الإسلام والدين، ونشر السنة وأعزّها بهم – رحمهم الله –.
أيقول هذا الكلام شخص يطعن في رجل كهذا؟! وهل لمثلي أن يطعن بمثله؟! وهل فعلتُ ريع ما فعل، أو جزءاً مما فعل – رحمه الله – بنشره السنة، ومحبته لها، وتعظيمه لأهلها!. رجل فتح الله على يديه، واجتباه واصطفاه لنصرة دينه، لا يطعن فيه إلا مبتدع ضالٌ أو جاهلٌ صاحب هوى. هذا ما اعتقده وما أقوله في الإمام الألباني – رحمه الله -، ولا أبالي في ذلك، لا بفلان ولا بفلان ، ولا أقولها مداهنة لفلان أو لفلان إنما هو دين أدين الله – تبارك وتعالى به -، وأتقرّب به إلى ربي.
السؤال الثاني: فيقال: أي هذه الأقوال تصح أن تطلق على الشيخ الألباني رحمه الله؟
1- من مرجئة العصر.
2- وقع في الإرجاء.
3- أخطأ ووافق المرجئة في بعض الألفاظ.
4- أخطأ في بعض الألفاظ التي توهِم السامع أن الشيخ رحمه الله معتقد اعتقاد المرجئة في مسائل الإيمان.
5- الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني على عقيدة أهل السنة والجماعة في مسائل الإيمان.
جواب الشيخ:
الذي أقوله في ذلك أن الشيخ الألباني – رحمه الله – عالم من علماء أهل السنة والجماعة، أثنى عليه الأئمة الكبار في ذلك، ووافقوه أنه على عقيدة أهل السنة والجماعة، في الإيمان وفي غيرها، ولا نقول إلا ما قالوا، ولا ندين الله إلا بهذا، فهو بشر الشيخ الألباني كغيره من العلماء: بشرٌ يخطئون ويصيبون، ولهم على كل حال أجرٌ عند الله – تبارك وتعالى – فمن أخطأ فله أجر، ومن أصاب له أجران. الشيخ الألباني إمام من أئمة السنة على رغم أنف من أبى والأخطاء مردودة، من الشيخ الألباني أو من ابن باز أو من ابن عثيمين أو من الشيخ الوادعي، أو من غيرهم من أئمة الإسلام، وعلماء هذا الدين، وأنا لا أعتقد العصمة لأحد من عباد الله إلا من عصمه الله – تبارك وتعالى – كالأنبياء – صلوات الله وسلامه عليهم –.
السؤال الثالث:............................................
السؤال الرابع:
قال الإمام الشيخ ربيع بن هادي المدخلي – حفظه الله – في مقال بعنوان (كلمة حق حول جنس العمل): وفي هذه الأيام كتب أخونا حمد بن عبد العزيز العتيق مقالاً تحت عنوان " تنبيه الغافلين إلى إجماع المسلمين على أن ترك جنس العمل كفر في الدين". فشرعت في قراءته إلى أن وصلت إلى الصحيفة الخامسة فإذا فيها : "الفصل الثالث: ترك جنس العمل كفر أكبر : المبحث الأول : صورة المسألة هي في رجل نطق بالشهادتين ثم بقي دهراً لم يعمل خيراً مطلقاً لا بلسانه ولا بجوارحه ولم يعد إلى النطق بالشهادتين مطلقاً مع زوال المانع " . فقلت: إن كان المراد بجنس العمل هذه الصورة فإني لا أتردد ولا يتردد مسلم في تكفير من هذا حاله وأنه منافق زنديق إذ لا يفعل هذا من عنده أدنى حد للإيمان اهـ. فقال أحدهم(2) إن الشيخ ربيع أخطأ في هذا الكلام فما موقفنا من هذا القائل لهذه المقالة؟
جواب الشيخ:
أخطأ في ماذا؟! ما هو خطؤه؟! هل أخطأ في كون الذي إييه في كفر من هذا حاله. في الصورة المذكورة؟! إن كان هذا الذي يقوله هذا فليس على عقيدة أهل السنة وليست هذه من عقيدة أهل السنة، وكلام الشيخ ربيع صحيح في محله.
السؤال الخامس: نطلب منك نصيحة عامة للشباب السلفي؟
جواب الشيخ:
والله أنصح الشباب السلفي بتقوى الله – سبحانه وتعالى – بالدرجة الأولى، فالله – سبحانه وتعالى – يقول: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حقّ تقاته [آل عمران: 102]، ويقول – سبحانه -: فاتقوا الله ما استطعتم [التغابن: 16]، ويقول – سبحانه وتعالى - : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً [الأحزاب: 70]، والتقوى كما عرفها أهل العلم هي أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية، يقيك من عذابه، وهذه الوقاية تكون بطاعة الله فيما أمر، وباجتناب ما نهى عنه وزجر، بذلك تكون قد حققت آية تبعدك عن معصية الله – سبحانه وتعالى –، وتبعدك عن عذاب الله – تبارك وتعالى –، هذه الوصية الأولى التي أوصي بها الطلاب. وأوصيهم أيضاً، بعدم التسرع في الأحكام على العلماء وطلبة العلم الذين عرفوا السنة، وأثنى عليهم العلماء، ويجب قبل الطعن في أي شخص، أن يأتي الطاعن ببينة صريحة واضحة كي تقبل منه ، وإلا فكلامه يرد عليه ، هذه أصول سلفية واضحة وصريحة، ومقرّرة في كتب أهل السنة راجعوا ما قاله ابن عبد البر – رحمه الله – في جامع بيان العلم وفضله: قرّر أن الشخص العالم إذا عُرف بالسنة وأثني عليه بها فلا يقبل من طاعن فيه، حتى يأتي ببينة واضحة، صادقة؛ حتى تقبل به، وكل من ادعى دعوى فيجب عليه أن يأتي ببينة عليها، كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم –: البينة على المدعي واليمين على من أنكر(3) []، فما بالك بالدعوى التي تأتي من قبل أناس هم معروفون عند أهل بلدهم بالحسد ، وطلب الرياسة الذي يؤدي إلى الحسد والبغي، كما قال الفضيل بن عياض – رحمه الله تعالى –: ما من أحدٍ طلب الرياسة إلا بغى، وحسد وتتبع عورات الناس، ولا يقبل أن يذكر أحدٌ بخير. وهذا الذي قاله الفضيل بن عياض ينطبق تماماً على الشمّري وأشكاله، ممن يتكلمون بغير علم، هو رجل جاهل وكذاب وإنه معروف بيننا ، بين أهل الأردن بعدم أخذ العلم عن أهله، فليس له شيوخ، أخذ العلم عن الصحف، فأدى به ذلك إلى التخبط في مسائل من أمور الاعتقاد وغيرها، فأنصح الشباب السلفي بترك هذه الخلافات والنزاعات، والرجوع في مثل هذه الأمور للعلماء الكبار، والأخذ عنهم فهم – بحمد الله – موجودون في كل زمان ، فلا يعدم الشخصَ السنيَّ عالماً يرجع إليه في مثل ذلك. هذا ما أنصح به، بتقوى الله – سبحانه وتعالى – وأنصح بالورع في الكلام في أعراض العلماء، وفي أعراض طلبة العلم الذين عرفوا بالسنة وأثنى عليهم العلماء بذلك.
السؤال السادس: ما هو السبب الرئيسي الذي جعلك يا شيخ تلغي الدورة التي كانت من المقرر أن تقام في طرابلس؟(3)
جواب الشيخ:
السبب الرئيسي في ذلك هو أنني في بداية الأمر، وبعد أن استشرت الأخوة هناك، وسألتهم عن الأوضاع الأمنية، قالوا بأن الأوضاع جيدة. مع أن الناس عندنا هنا متخوفون من ذلك، وأعني بالناس الذين هم حولي من أقاربي وأهلي والأحبة، وخصوصاً الوالدة – حفظها الله –. ولكن مع ذلك طمأناهم وأرحنا بالهم بكلمات من كتاب الله وسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بأن ما قدّر الله – سبحانه وتعالى – سيكون، وما أراده – سبحانه – سيحصل، سواء كان في هذه البلاد أو في غيرها، فكان من الاطمئنان والاستقرار ما تمكنت معه من أخذ قرار الرحيل، ولقيا إخواني هناك، ولكن بعد أن حجزت التذكرة وعزمت على السفر، قدّر الله – سبحانه وتعالى – في المطار، وحصل عندنا إشكال في بعض الإجراءات القانونية، وذلك بعد أن استخرت الله – سبحانه وتعالى – في هذا المسير. فأخر الأمر وأرجعت من المطار بأن الإجراءات القانونية لم تكن مكتملة من قبل الموظف، وعندما راجعنا المكتب تبين أن الإجراءات مكتملة ولكنّ الخطأ كان من الموظف. فقلنا: مات قدّر الله وما شاء فعل بأنه أمر أراده الله، وأجّلنا الرحيل إلى اليوم الثاني، فانطلقنا إلى المطار ويّر الله وسارت الإجراءات إلى أن ركبنا في الطائرة، فجلست في الطائرة، وأتى موعد الطيران فلم تتحرك الطائرة، فبقيت الطائرة لمدة ساعتين تقريباً، حتى أعلن قائد الطائرة بأنّ الرحلة ألغيت، لأسباب أمنية. وعندما سمع الأهل والأقارب وخاصة الوالدة بإلغاء الرحلة لأمرٍ أمني لم تستقر ولم يهدأ لها بال حتى ألغيت السفر. والوالدة مريضة ولا أستطيع أن أثقل عليها أكثر مما سبق. هذا هو السبب الرئيسي في إلغاء الرحلة، بناء على هذه المسائل لما كان ينبغي، أو لا حاجة في ذكرها هكذا، ولكن بناء على طلبكم، هذا ما حصل بالتفصيل، ولعل أمر – يعني – أو لا شك أنه أمر أراده الله – سبحانه وتعالى – قدّره على هذا النحو، فإن شاء الله لن تلغى سفرتي إلى طرابلس مطلقاً ولكن متى استقرت الأوضاع، وهدأ البال، إن شاء الله سأزور إخواني الأفاضل الذين أعرف الكثير منهم ونحبهم في الله، ونحب مجالستهم ومذاكرة العلم معهم.
والله أعلم، وسبحانك اللهم وبحمدك، وأشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
لتحميل التسجيل الصوتي يرجى الضغط
هنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا وهو سبق لسان ، صوابه : لا يجزئ إلا بهذه الثلاث . ( علي الرملي )
.
(2) أنا أعرف شخص يقول أن الشيخ ربيع أخطأ في هذا التقرير.(أبو
عزمي ).
رواه بهذا اللفظ البيهقي في سننه الكبرى والصغرى، ومعرفة السنن والآثار من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما –، وروي بألفاظ أخرى من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – ، وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده كما عند البيهقي في
سننه الكبرى والصغري والدارقطني في سننه وفي غيرهما.( المفرغ ))
(4)
سبب هذا السؤال أن بعضهم يقول أن الشيخ منع من السفر لان الأوقاف في ليبيا هي التي منعت زيارة الشيخ . (أبو عزمي ) . ألقاها أبوعزمي الليبي
قام بتفريغها : أبو حذيفة محمود آل الشيخ -جزاه الله خيرا - ـ
قام بتعديلها أبو زيد رياض الجزائري 15 ذي الحجة 1433 ه
التعليقات عدد التعليقات (6)
اضافة تعليقعثمان محمد جابر العفري
أبو مالك المهدي
أشرف
أحمد
أبو سعيد الحنبلي
رياض