رحمه الله - ولكن الله سلم، وحفظه منهم ، والفضل في هذا لله أولا ثم لقبيلته جزاهم الله خيراً .
فانقلبت اليمن بفضل الله ورحمته ثم بجهد الشيخ وصبره من بلاد تحوي أهل الشرك والبدع إلى بلاد تحوي أهل التوحيد والسنة ، وبلغ عدد تلاميذ الشيخ الذين اجتمعوا عنده لطلب العلم نحو ألف طالب وخمسمائة عائلة ، وانتشرت دعوته خارج اليمن وحضر عنده لطلب العلم الكثير من طلبة العلم من خارج اليمن : من الدول الإسلامية وأروبا وأميركا وروسيا وغيرها من أنحاء العالم .
والآن بحمد الله أهل السنة في اليمن كثر وأقوياء ولهم نشاط كبير في الدعوة إلى دين الله الحق ، فلا تكاد تجد قرية في اليمن إلا وفيها طالب من طلبة الشيخ يعلم الناس الكتاب والسنة، فرحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى .
وأما دعوة الشيخ ، فكان رحمه الله يدعو إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على منهج أصحاب رسول الله ومن اتبعهم بإحسان وكان يحارب الشرك من عبادة القبور والسحر والكهانة والتنجيم وغيرها ، والبدع بشتى أنواعها ، وكان يحذر من كل من وجد منه مخالفة للكتاب والسنة تؤدي إلى ضياع الحق ، وإظهار الباطل .
وكان من أهل الحديث الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله " ، قال الإمام أحمد وغيره : " إن لم يكونوا من أهل الحديث فلا أدري من هم " .
وبالجملة فقد نفع الله به نفعاً كبيراً ، وكان بحق من مجددي الدين في هذا الزمان ينطبق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها " ، أخرجه أبو داود وغيره ، وهو صحيح .
وله مؤلفات كثيرة من أحسنها وأنفعها كتاب " الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين" ، جمع فيه الشيخ - رحمه الله - بعض الأحاديث الصحيحة التي لم يخرجها البخاري ومسلم ، فكان كتاباً متمّماً للصحيحين .
وكان الشيخ رحمه الله زاهداً أتته الدنيا راغمة ، ومع ذلك لم يلق لها بالاً ، وكان همُّه الوحيد هو تعليم طلبة العلم ونشر دعوته ، وقد رأيت بيته عندما ذهبت إليه لطلب العلم فوجدته بيتاً من طين ، مع أنه كان قادراً على أن يبني بيتاً فاخراً من الأموال التي تأتيه، ولكنه كان يؤثر بها تلاميذه .
وكان يحب طلبة العلم ويحترمهم ويقدرهم .
وبهذه المناسبة أذكر فائدة أخذتها منه مباشرة :
قلت للشيخ
التعليقات عدد التعليقات (4)
اضافة تعليقالمشرف العام
أبو حذيفة
خالد نبيل
anas