السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك بعض الاخوات تقول من هم السلف او كيف المنهج السلفي
اعطيها تعريف من هم السلف واشرح لها معنى الكتاب والسنة بفهم سلف الامة فاقول لها يجب علينا اتباع السلف
ياشيخ سؤالي اريد كيف اعرف الاخوات بالمنهج السلفي علما انهم ياخدونا عنه نظرة خاطئة انا احاول ان ابدا ب القران والسنة بفهم سلف الامة لكي افهمها ماهو ردكم بارك الله فيكم
الاجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وبعد ؛
فسأكتب لك كلمات تعرفك وغيرك بالمنهج السلفي .
المنهج السلفي يعني اتباع كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطريقة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعون لهم بإحسان وأتباع التابعين لهم بإحسان ، من غير تحريف ولا تبديل ولا زيادة ولا نقصان .
قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم : { اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون } ، و قال تعالى : { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته } ، وقال : { وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون } ،
وقال : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا } ، وقال : { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } فذكر جل وعلا أن مخالفي أمر النبي صلى الله عليه وسلم على خطر عظيم من أن تصيبهم فتنة بالزيغ والشرك والضلال، أو عذاب أليم.
وقال عز وجل : { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب } .
وقال { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم . قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين } .
فهذه الآيات كلها تدل على وجوب اتباع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، والأدلة على ذلك كثيرة .
ويجب أن يكون اتباع الكتاب والسنة على نفس المنهج الذي كان عليه السلف الصالح وهم أصحاب القرون الثلاثة الأولى وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ؛
لقول الله تبارك وتعالى : { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا} .
قال الإمام الالباني رحمه الله :
الشاهد أن الله عز وجل ذكر هنا في الآية بالإضافة إلى قوله: { ومن يشاقق الرسول } قال بعد ذلك: { ويتبع غير سبيل المؤمنين } ، لماذا جاء بهذه الجملة { ويتبع غير سبيل المؤمنين } ؟ لماذا لم تكن الآية على النحو الآتي: ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى)) إلى آخر الآية؟ لماذا جاء بجملة { ويتبع غير سبيل المؤمنين } ؟ إن في ذلك لعبرة بالغة جدا؛ ذلك لأن كل فرقة وكل طائفة على وجه الأرض اليوم، والتي بلغ عددها ثلاثا وسبعين أو أكثر أو أقل، لا يهمنا، لكن الطوائف كثيرة وكثيرة جدا، كل طائفة من هذه الطوائف تدعي أنها على الكتاب والسنة، حتى آخر طائفة جديدة كمذهب يدعون أنهم على الإسلام وعلى الكتاب والسنة، مع أنهم من الذين يقولون بأن النبي عليه الصلاة السلام ليس خاتم الأنبياء، وإنما هناك أنبياء كثر، حتى هؤلاء يقولون: نحن على الكتاب والسنة، وقس على ذلك سائر الفرق قديما وحديثا، فما هو الحكم بين هذه الفرق كلها وكلها تدعي أنها على الكتاب والسنة؟ الجواب في الآية وفي الحديثين السابقين: الآية تقول: { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين } أي: إن أي طائفة تتبع غير سبيل المؤمنين الأولين الذين كانوا على هدى وعلى بصيرة من دينهم، وإن زعمت هذه الطائفة أنها على الكتاب والسنة، فما دام أنها تخالف طريق المسلمين وجماعة المسلمين فهذا دليل على أنها من الفرق الضالة.انتهى
ولقوله :
{ والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم } .
قال الإمام الطبري : وأما الذين اتبعوا المهاجرين الأولين والأنصار بإحسان ، فهم الذين أسلموا لله إسلامهم، وسلكوا منهاجهم في الهجرة والنصرة وأعمال الخير.انتهى
وقال ابن كثير : فالتابعون لهم بإحسان هم المتبعون لآثارهم الحسنة وأوصافهم الجميلة الداعون لهم في السر والعلانية .
وقال صلى الله عليه وسلم : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته " . متفق عليه .
و قرنه صلى الله عليه و سلم الصحابة ، والثاني التابعون ، والثالث تابعوهم .
وقال صلى الله عليه وسلم : :"ألا إن من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة ، وإن هذه الملّة ستفترق على ثلاث وسبعين ؛ ثنتان وسبعون في النار ، وواحدة في الجنّة ؛ وهي الجماعة " ، أخرجه أبو داود وغيره . وفي رواية : " ما أنا عليه وأصحابي " .
وقال صلى الله عليه وسلم :
« أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ». أخرجه أبو داود وغيره .
فهذه الأدلة كلها تدل على وجوب اتباع الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح ، ولا نفهمهما بأهوائنا وكما نحب .
وأهم ما يدعو إليه هذا المنهج : توحيد الله وهو إفراده بكل ما يختص به ، ومحاربة ما يخالفه من الشرك وأنواعه .
واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وعبادته كما يحب ويرضى .
ومحاربة ما يخالفها من البدع والخرافات ، والمحافظة على دين الله صافيا نقيا . والله أعلم