السؤال
أسس مسجد على السنة من أول يوم فلا بدع ولا معاصي داخله ، بل تم أحياء كثير من السنن خارج المسجد كالصلاة على الجنازة خارج المقبرة واستمر الوضع على ذلك أكثر من تسع سنوات فحصل ما اضطر معه إمام المسجد الذي أحيى به الله السنة الى المغادرة حيث كان مخيرا بين أمرين إما إحياء البدع وهدم كل ما تم بناؤه أو المغادرة فاختار أن لا يكون خصما للسنة. فهل يجوز لشخص يدعي أنه من أهل الاتباع أن يعوض هذا الإمام مع العلم أنه يعرف أن دوره هو إقرار البدع التي ستحيى وأنه قبل أن يسكت عليها بل إنه قبل أن يمارس بعضا منها، ثم مادور الإخوة الذين عملوا على نصرة السنة طيلة السنوات الماضية فإن بعضهم قبل تأييد الإمام الجديد وتعويضه عند غيابه مع السكوت على ما أحدث من البدع؟
الاجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد ؛
إن كان الإمام الأول غلب على ظنه أنه لن يستطيع تغيير الحال إلى الأحسن ولو أخذ ذلك منه بعض الوقت ، فقد أحسن فيما صنع
وأما الإمام الثاني فينبغي أن يُنظرَ إلى قصده من وراء هذا التولي ؛ فإن رأى أنه قادر على تغيير الحال والقضاء على البدع ، مع السكوت عنها بداية ، أو أراد دفع مفسدة كبيرة بارتكاب مفسدة أصغر ، وهو من أصحاب العلم والحكمة القادرين على مثل هذا العمل ؛ فعمله هذا صحيح ، وينبغي على الأخوة أن يساعدوا أخاهم على نشر السنة وقمع البدعة بالحكمة.
وأما إن كان غرضه مجرد الإمامة ، أو أمر دنيوي ؛ أو أي غرض آخر غير صحيح شرعا ؛ فيحرم عليه هذا الفعل ولا يجوز للإخوة أن يساعدوه على ذلك ، ولا أن يقروه على صنيعه هذا . والله أعلم .