السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عقال الفتنة فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مفارقة الكتاب يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتن المضلين. أما بعد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : نرسل إليك هذه الأسئلة عاملين بقول الله تعالى {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}ولما رواه أبي داود من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم قال وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر. س1:هل ثبت سماع الشعبي من أم سلمة رضي الله عنها؟ س2:قد حكم أمير المؤمنين في الحديث العلامة الألباني –رحمه الله-على حديث أم سلمة -رضي الله عنها -الذي هو عند أبي داود بالشذوذ وهذا نصه: قال الإمام أبو داود –رحمه الله-: حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا شعبة عن منصور عن الشعبى عن أم سلمة قالت ما خرج النبى -صلى الله عليه وسلم- من بيتى قط إلا رفع طرفه إلى السماء فقال « اللهم إنى أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل على ». فما هي علة الحديث ؟وهل في السند أم المتن .
الاجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، فسأجيب على أسئلتك مفرقة إن شاء الله لكثرتها ، أما بعد ؛
فلم يصح سماع الشعبي من أم سلمة .
قال الحاكم بعد أن ذكر حديثا من رواية الشعبي عن أم سلمة : هذا صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وربما توهم متوهم أن الشعبي لم يسمع من أم سلمة ، وليس كذلك ، فإنه دخل على عائشة وأم سلمة جميعاً، ثم أكثر الرواية عنهما جميعاً.
وقد تعقبه الحافظ في "نتائج الأفكار" (1/124، العلمية ) فقال بعد أن نقل كلام الحاكم : هكذا قال ، وقد خالف ذلك في "علوم الحديث" له ، فقال : لم يسمع الشعبي من عائشة .
وقال علي بن المديني في كتاب "العلل": لم يسمع الشعبي من أم سلمة . انتهى كلام الحافظ .
وكذا نقل الحافظ كلام ابن المديني في تهذيب التهذيب ترجمة الشعبي .
وقال أيضاً في آخر البحث : ولا يقال : اكتفى - أي المصحح للحديث - بالمعاصرة ، لأن محل ذلك أن لا يحصل الجزم بانتفاء التقاء المتعاصرين إذا كان النافي واسع الاطلاع مثل ابن المديني . انتهى كلامه .
وهذه هي العلة الحقيقية للحديث الذي ذكرته . راجع نتائج الأفكار للحافظ ابن حجر(1/124 ، المجلس 30 ) .
وأما إثبات أبي داود الذي في سؤالات الآجري فلا يعتمد عليه ؛ لأن الظاهر من كلام أبي داود أنه اعتمد على قرينة الإدراك ، وهي غير كافة مع وجود نفي إمام كعلي بن المديني وهو واسع الاطلاع خبير بمثل هذه المسائل . والله أعلم .