السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما صحت هذا الاثر ؟
عن سعيد بن المسيب قال : وضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه للناس ثماني عشرة كلمة حكم كلها قال :
( ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه ، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك ، ولا تظنن بكلمة خرجت من إنسان شرا وانت تجد لها في الخير محملا ، ومن عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء الظن به ، ومن كتم سره كانت الخيرة في يده وعليك باخوان الصدق تعش في أكنافهم ، فانهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء ، وعليك بالصدق وإن قتلك ، ولا تعرض فيما لا يعنيك ، ولا تسأل عما لم يكن ، فإن فيما كان شغلا عما لم يكن ، ولا تطلبن حاجتك الى من لا يحب نجاحها لك ، ولا تهادن بالحلف الكاذب فيهلكك الله ولا تصاحب الفجار فتتعلم من فجورهم ، واعتزل عدوك واحذر صديقك الا الامين ، ولا أمين الا من خشي الله، وتخشع عند القبور ، وذل عند الطاعة واستعصم عند المعصية ، واستشر في أمرك الذين يخشون الله فان الله تعالى يقول ( انما يخشى الله من عباده العلماء ) وجزاكم الله
الاجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وبعد ؛
فهذا الأثر رواه يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب قال : وضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه للناس ثماني عشرة كلمة حكم كلها .. فذكره .
رواه عن يحيى أبوعبد الله كادح الزاهد ، ويعقوب بن الوليد الأزدي ، وإبراهيم بن موسى المكي عن سعيد به .
وخالفهم موسى بن ناصح عن إبراهيم بن أبي طيبة فرواه عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال كتب إلي بعض إخواني من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن ضع أمر أخيك على أحسنه ...إلى آخره سواء . أخرجه البيهقي في الشعب .
وموسى بن ناصح مجهول الحال ، له ترجمة في ثقات ابن حبان وتاريخ بغداد ، وشيخه لم أجد له ترجمة .
وأما أبو عبد الله كادح الزاهد ؛ فهو كادح بن رحمة الكوفي الزاهد ، وليس ابن جعفر وإن كناه سليمان أبا عبد الله ، فهو يدلس تدليس الشيوخ ، والذي يروي عنه سليمان بن الربيع بن هشام هو كادح بن رحمة ، وهو الذي لقيه بقزوين كما في ترجمته في التدوين ، وسليمان راويه عن كادح متروك. وروايته أخرجها قوام السنة الأصبهاني في الترغيب والترهيب .
و يعقوب بن الوليد الأزدي ؛ هو أبو يوسف المديني قال الإمام أحمد رحمه الله : كان من الكذابين ، وكان يضع الحديث ، وكان يكذب .
و إبراهيم بن موسى المكي ؛ قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان : إبراهيم بن موسى الدمشقي مجهول لم يرو عنه إلا هشام بن عمار وفي ثقات ابن حبان إبراهيم بن موسى المكي يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري وعنه هشام بن عمار فهو هذا بلا ريب .انتهى والتوثيق الذي في الإسناد لا يعتمد عليه .
وقد اختلف أهل الحديث في سماع سعيد بن المسيب من عمر بن الخطاب .
ومما تقدم يتبين أن رواية سعيد بن المسيب لهذا الأثر واهية لا يعول عليها .FONT>
ولكنه جاء مفرقا في روايات أخر ، منها ما أخرجه أبو داود في الزهد قال نا جعفر بن مسافر، قال: نا عبد الله بن يزيد بن المقرئ، قال: نا المسعودي، عن عبد الملك بن عمير، عن قبيصة بن جابر، عن عمر بن الخطاب، قال: من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن، ومن كتم سره كانت الخيرة في يده، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك، وما كافأت من عصى الله فيك مثل أن تطيع الله فيه، وعليك بصالح الإخوان، أكثر اكتسابهم فإنهم زين في الرخاء، وعدة عند البلاء، ولا تسل عما لم يكن حتى يكون، فإن في ما كان شغلا عن ما لم يكن، ولا يكن كلامك بدلة إلا عند من يشتهيه ويتخذه غنيمة، ولا تستعن على حاجتك إلا من يحب نجاحها، ولا تستشر إلا الذين يخافون الله، ولا تصحب الفاجر فتعلم من فجوره، وتخشع عند القبور.
وإسناده ضعيف قال ابن معين : المسعودي أحاديثه عن الأعمش مقلوبة وعن عبد الملك بن عمير أيضا .انتهى ، وعبد الملك بن عمير مدلس وقد عنعنه .
وأخرجه ابن المبارك في الزهد وغيره عن عبد الرحمن بن يزيد قال : أخبرنا بعض أشياخنا عن عمر قال لا تعرض بما لا يعنيك ، واعتزل عدوك ، واحتفظ من خليلك إلا الأمين ، فإن الأمين ليس شيء من القوم يعدله ، ولا أمين إلا من يخشى الله ، ولا تصحب الفاجر فيحملك على الفجور ، ولا تفش إليه سرك ، وشاور في أمرك الذين يخشون الله تعالى .
أشياخ عبد الرحمن بن يزيد مبهمون .
وروي بعضه من طرق أخرى غير متصلة . والله أعلم