الاحد 22 جمادة الاخرة 1446 هـ
22 ديسمبر 2024 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-80 كتاب الصلاة، الحديث 351و352و353و354و355و356و357و358   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-79 أول كتاب الصلاة، الحديث 349و350   الصوتيات: شرح العقيدة الشامية-15 الأخير   الصوتيات: شرح العقيدة الشامية-14   الصوتيات: شرح العقيدة الشامية-13   تفسير القرآن: تفسير سورة يونس 93- 109 آخر السورة   تفسير القرآن: تفسير سورة يونس 71-92   تفسير القرآن: تفسير سورة يونس 62-70   تفسير القرآن: تفسير سورة يونس 53-61   تفسير القرآن: تفسير سورة يونس 37-52      

الآيات 188-190 من سورة البقرة

تفسير سورة البقرة 188-190

{وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (188)}

{ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} أي: لا يأكل بعضكم مال بعض بالباطل، أي: من غير الوجه الذي أباحه الله، وأصل الباطل: الشيء الذاهب، والأكل بالباطل أنواع: قد يكون بطريق الغصب والنهب، وقد يكون بطريق اللهو كالقمار وأجرة المغني، وغيرهما وقد يكون بطريق الرشوة والخيانة.

والمراد بالأكل ما هو أعم منه، فيشمل الانتفاع بغير الأكل من الملبوسات، والمفروشات، والمسكونات، والمركوبات؛ لكنه خَص الأكل؛ لأنه أقوى وجوه الانتفاع، فإذا كان الله تعالى يقول: {لا تأكلوا أموالكم} وهو أخص الانتفاع، والذي قد يكون الإنسان في ضرورة إليه: لو لم يفعل لهلك، لو لم يأكل لمات؛ فكيف بغيره!

{وتدلوا بها إلى الحكام} أي بالأموال، والإدلاء أصلها مأخوذ من: أدلى دلوه في البئر؛ ومعلوم أن الذي يدلي دلوه يريد التوصل إلى الماء؛ فمعنى: {تدلوا بها إلى الحكام} أي ولا تتوصلوا بها إلى الحكام لتجعلوا الحكام وسيلة لأكلها؛ بأن تجحد الحق الذي عليك وليس به بينة؛ ثم تخاصمه عند القاضي، فيقول القاضي للمدعي عليك: «هاتِ بينة» ؛ وإذا لم يكن للمدعي بينة توجهت عليك اليمين؛ فإذا حلفت برئت؛ فهنا توصلت إلى جحد مال غيرك بالمحاكمة؛ هذا أحد القولين في الآية؛ والقول الثاني: أن معنى: {تدلوا بها إلى الحكام} أي توصلوها إليهم بالرشوة ليحكموا لكم؛ وكلا القولين صحيح.

{لتأكلوا} اللام هنا للعاقبة، يعني أنكم إذا فعلتم ذلك وقعتم في الأكل: أكل فريق من أموال الناس.

{فريقاً من أموال الناس} الفريق بمعنى الطائفة.

{بالإثم} يعني أكلاً مصحوباً بالإثم، وهو الذنب؛ وذلك لأنه باطل.

{وأنتم تعلمون} أنكم مبطلون

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189)}

{يسألونك عن الأهلة} ؛ {الأهلة} جمع هلال؛ وهو القمر في أول الشهر، يعني: يسألونك عن الحكمة فيها.

{قل هي} أي الأهلة {مواقيت للناس} جمع ميقات ــــ من الوقت ــــ؛ أي يوقتون بها أعمالهم التي تحتاج إلى توقيت بالأشهر، كعدة الوفاة أربعة أشهر وعشر، وعدة المطلقة بعد الدخول إذا كانت لا تحيض ثلاثة أشهر، وآجال ديونهم، وإجاراتهم، وغير ذلك.

أي: فعلنا ذلك ليعلم الناس أوقات الحج والعمرة والصوم والإفطار وآجال الديون وعِدد النساء وغيرها، فلذلك خالف بينه وبين الشمس التي هي دائمة على حالة واحدة.

{والحج} يعني مواقيت للحج؛ لأن الحج أشهر معلومات تبتدئ بدخول شوال، وتنتهي بانتهاء ذي الحجة؛ ثلاثة أشهر؛ وكذلك هي مواقيت للصيام، كما قال تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} [البقرة: 185] لكن سياق الآيات توطئة لبيان أشهر الحج؛ فلهذا {مواقيت للناس والحج} ولم يذكر الصيام؛ لأنه سبق.

{وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها} {البر} هو الخير الكثير والتقرب إلى الله {بأن تأتوا البيوت} يعني: وليس البر بإتيانكم البيوت من ظهورها لأن الله لم يأمر بذلك{من ظهورها} أي تأتوها من الخلف؛ أخرج الشيخان في صحيحيهما عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء رضي الله عنه، يقول: «نزلت هذه الآية فينا، كانت الأنصار إذا حجوا فجاءوا، لم يدخلوا من قبل أبواب بيوتهم، ولكن من ظهورها، فجاء رجل من الأنصار، فدخل من قبل بابه، فكأنه عُيِّر بذلك، فنزلت»: {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها، ولكن البر من اتقى، وأتوا البيوت من أبوابها}. انتهى

{ولكن البر من اتقى} أي الطاعة والقربة بأن تتقوا الله عز وجل، وليست بدخول البيوت من ظهورها لأن الله لم يأمر بها؛ فالبر هو التقوى؛ هذا هو حقيقة البر {وأتوا البيوت من أبوابها} أي من جهة الباب فإن هذا هو الخير.

{واتقوا الله} أي اجعلوا لكم وقاية من عذابه بفعل أوامره، واجتناب نواهيه {لعلكم تفلحون} «لعل» للتعليل؛ أي لأجل أن تنالوا الفلاح؛ و «الفلاح» هو الفوز بالمطلوب، والنجاة من المرهوب.

{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)}

{قاتلوا} يعني اقتلوهم بمقاتلتهم إياكم؛ ولكن قال: {في سبيل الله} أي في دينه، وشرعه، ولأجله؛ فسبيل الله سبحانه وتعالى يتناول الدين، وأن يكون القتال في حدود الدين، وعلى الوجه المشروع، ولله وحده؛ فهو يتضمن الإخلاص، والمتابعة؛ لأنه ليس بالأمر الهين؛ فإن المقاتِل يُعرض رقبته لسيوف الأعداء؛ فإذا لم يكن مخلصاً لله خسر الدنيا والآخرة: قتل، ولم تحصل له الشهادة؛ فنبه بتقديم المراد {في سبيل الله} ليكون قتاله مبنياً على الإخلاص.

{الذين يقاتلونكم} أي ليصدوكم عن دينكم {ولا تعتدوا} أي لا تقاتل من لا يقاتلك، يعني النساء، والصبيان، والرهبان

{إن الله لا يحب المعتدين} الذين يجاوزون حدوده، فيستحلون ما حرمه الله عليهم من قتل هؤلاء الذين حرم قتلهم من نساء المشركين وذراريهم.

قائمة الخيارات
0 [0 %]
الثلاثاء 28 شعبان 1441
عدد المشاهدات 1440
عدد التحميلات 28
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق