الخميس 20 جمادة الاولى 1446 هـ
21 نوفمبر 2024 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-77 كتاب التيمم، الحديث 344   الصوتيات: شرح العقيدة الشامية-12   الصوتيات: شرح العقيدة الشامية-11   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-76 كتاب التيمم، الحديث 338و339و340و341و342و343   الصوتيات: شرح العقيدة الشامية-10   الصوتيات: شرح العقيدة الشامية-9   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-75 أول كتاب التيمم، الحديث 334و335و336و337   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-74 آخر كتاب الحيض، الحديث 324و325و326و327و328و329و330و331و332و333   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-73 كتاب الحيض، الحديث 318و319و320و321و322و324,323   الصوتيات: شرح العقيدة الشامية-8      

الآيات 253 -254 من سورة البقرة

تفسير سورة البقرة 253-254

{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253)}

{ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ } يعني جعلنا بعضهم أفضل من بعض في الوحي، وفي الاتباع؛ وفي الدرجات والمراتب عند الله سبحانه وتعالى.

قال ابن كثير: يخبر تعالى أنه فضل بعض الرسل على بعض، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً} [الإسراء: 55]، وقال هاهنا: { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}. انتهى

{مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ} أي من الرسل من كلمه الله، قال ابن كثير: يعني موسى ومحمداً صلى الله عليه وسلم، وكذلك آدم كما ورد به الحديث المروي في صحيح ابن حبان عن أبي ذر رضي الله عنه. انتهى

قلت: حديث أبي ذر عند أحمد في مسنده، قال فيه: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْأَنْبِيَاءِ كَانَ أَوَّلُ؟ قَالَ: «آدَمُ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَنَبِيٌّ كَانَ؟ قَالَ: «نَعَمْ نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَمِ الْمُرْسَلُونَ؟ قَالَ: «ثَلَاثُ مِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ، جَمًّا غَفِيرًا»، وَقَالَ مَرَّةً: «خَمْسَةَ عَشَرَ»، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آدَمُ أَنَبِيٌّ كَانَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ». انتهى

والذي أخرجه ابن حبان حديث أبي أمامة: أَنَّ رَجُلًا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَبِيٌّ كَانَ آدَمُ؟ قَالَ: «نَعَمْ، مُكَلَّمٌ»، قَالَ: فَكَمْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نُوحٍ؟ قَالَ: «عَشَرَةُ قُرُونٍ».

{وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} أي رفع بعضهم على بعض درجات، قال ابن كثير: كما ثبت في حديث الإسراء حين رأى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الأنبياءَ في السماوات بحسب تفاوت منازلهم عند الله عز وجل.

وقال: وهذا لا ينافي ما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تفضلوا بين الأنبياء»؛ فإن المراد من ذاك هو التفضيل بمجرد التشهي والعصبية لا بمقتضى الدليل، فإذا دل الدليل على شيء وجب اتباعه.

ولا خلاف أن الرسل أفضل من بقية الأنبياء، وأن أولي العزم منهم أفضلهم، وهم الخمسة المذكورون نصاً في آيتين من القرآن في سورة الأحزاب {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} [الأحزاب: 7] وفي الشورى قوله: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ } [الشورى: 13] ولا خلاف أن محمداً صلى الله عليه وسلم أفضلهم، ثم بعده إبراهيم، ثم موسى ثم عيسى عليهم السلام على المشهور. انتهى

{ وَآتَيْنَا} أي أعطينا { عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ } أي الحجج والدلائل القاطعات على صحة ما جاء بني إسرائيل به ؛ من أنه عبد الله ورسوله إليهم { وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ } يعني أن الله أيده بجبريل عليه السلام.

{وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ} أي لو شاء الله عدم وقوع القتال بينهم لما وقع، أي بين مَن بعد الرسل {مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ} جاءتهم الأدلة الدالة على صدق الرسل {وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا} أي اختلف الذين جاءتهم البينات؛ ثم بيّن كيفية اختلافهم، فقال: {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا} فاختلافهم كان في الدين، ولو شاء الله ألا يقتتلوا ما اقتتلوا {وَلَكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} لا رادَّ لحُكْمه، ولا مُبدِّل لقضائه، فهو يفعلُ ما يشاءُ، ويحكم ما يريد، فيوفِّقُ مَنْ يشاء فضلاً، ويَخذلُ مَنْ يشاء عدلاً، لا اعتراضَ عليه في فعله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254)}

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ } أي تصدقوا في وجوه الخير، أراد به صدقة التطوع والنفقة في الخير عموماً { مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فيه} وهو يوم القيامة، فالدنيا دار عمل، الآخرة لا عمل فيها بل هي دار جزاء، وقوله { لَا بَيْعٌ فِيهِ } أي: لا فداء فيه، والفداء: أن يعطي شيئا لينجو بنفسه، فلا يقبل هذا يوم القيامة {ولا خلة} ولا صداقة، أي ولا تنفعه خلة أحد، يعني صداقته {ولا شفاعة} إلا بإذن الله { وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } أي ولا ظالم أظلم ممن لقي الله يومئذ كافراً.

قائمة الخيارات
0 [0 %]
الخميس 20 شوال 1441
عدد المشاهدات 1188
عدد التحميلات 30
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق