الاربعاء 23 رجب 1446 هـ
22 يناير 2025 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-84 كتاب الصلاة، الحديث 375و376و377و378و379   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-83 كتاب الصلاة، الحديث 372و373و374   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-82 كتاب الصلاة، الحديث 365و366و367و368و369و370و371   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-81 كتاب الصلاة، الحديث 359و360و361و362و363و364   تفسير القرآن: تفسير سورة هود (25-35)   تفسير القرآن: تفسير سورة هود (17-24)   تفسير القرآن: تفسير سورة هود 9-16   تفسير القرآن: تفسير سورة هود (1-8)   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-80 كتاب الصلاة، الحديث 351و352و353و354و355و356و357و358   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-79 أول كتاب الصلاة، الحديث 349و350      

الآيات 267-269 من سورة البقرة

تفسير سورة البقرة 267-269

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267)}

{يا أيها الذين آمنوا} أي صدقوا وانقادوا {أنفقوا من طيبات ما كسبتم} أي تصدقوا مما كسبتموه بطريق حلال، و{كسبتم} أي ما حصلتموه بالكسب، كالذي يحصل بالبيع والشراء، والتأجير، وغيرها؛ وكل شيء حصل بعمل منك فهو من كسبك.

{ومما أخرجنا لكم من الأرض} أي أنفقوا من طيبات ما كسبتم، وأنفقوا مما أخرجنا لكم من الأرض؛ كثمرات النخيل، والأعناب، والزروع، والفاكهة، والمعادن، وغير ذلك.

{ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون} أي لا تقصدوا الخبيث منه فتنفقونه؛ لأن «التيمم» في اللغة: القصد، والمراد بـ {الخبيث} هنا الرديء؛ يعني: لا تقصدوا الرديء تخرجونه، وتبقون لأنفسكم الطيب؛ فإن هذا ليس من العدل؛ ولهذا قال تعالى: {ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه}.

فالمعنى أن الله ينهانا أن نقصد الخبيث وهو الرديء لننفق منه.

{ولستم بآخذيه} أي لستم بآخذي الرديء عن الجيد لو كان الحق لكم {إلا أن تغمضوا فيه} أي تأخذوه عن إغماض؛ و «الإغماض» أخذ الشيء على كراهيته؛ كأنه أغمض عينيه كراهية أن يراه.

{واعلموا أن الله غني حميد} واعلموا أيها الناس أن الله عز وجل غني عن صدقاتكم وعن غيرها، وإنما أمركم بها، وفرضها في أموالكم، رحمة منه لكم؛ ليغني بها المحتاج منكم، ويقوي بها ضعيفكم، ويثيبكم عليها فضلاً منه تبارك وتعالى، لا من حاجة إليكم، و{حميد} أي أنه محمود عند خلقه بما أولاهم من نعمه، وبسط لهم من فضله.

أخرج الترمذي في جامعه عَنْ البَرَاءِ، {وَلَا تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} قَالَ: «نَزَلَتْ فِينَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، كُنَّا أَصْحَابَ نَخْلٍ فَكَانَ الرَّجُلُ يَأْتِي مِنْ نَخْلِهِ عَلَى قَدْرِ كَثْرَتِهِ وَقِلَّتِهِ، وَكَانَ الرَّجُلُ يَأْتِي بِالقِنْوِ أي الْعِذْقَ بِمَا عَلَيْهِ مِنَ الرُّطَبِ وَالْبُسْرِ- وَالقِنْوَيْنِ فَيُعَلِّقُهُ فِي المَسْجِدِ، وَكَانَ أَهْلُ الصُّفَّةِ لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ، فَكَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا جَاعَ أَتَى القِنْوَ فَضَرَبَهُ بِعَصَاهُ فَيَسْقُطُ مِنَ البُسْرِ وَالتَّمْرِ فَيَأْكُلُ، وَكَانَ نَاسٌ مِمَّنْ لَا يَرْغَبُ فِي الخَيْرِ يَأْتِي الرَّجُلُ بِالقِنْوِ فِيهِ الشِّيصُ أي النوع الرديء من البسر- وَالحَشَفُ -أي النوع الرديء من التمر- وَبِالقِنْوِ قَدْ انْكَسَرَ فَيُعَلِّقُهُ»، فَأَنْزَلَ الله تَبَارَكَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} قَالُوا: «لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أُهْدِيَ إِلَيْهِ مِثْلُ مَا أَعْطَى، لَمْ يَأْخُذْهُ إِلَّا عَلَى إِغْمَاضٍ أَوْ حَيَاءٍ». قَالَ: «فَكُنَّا بَعْدَ ذَلِكَ يَأْتِي أَحَدُنَا بِصَالِحِ مَا عِنْدَهُ».. انتهى

{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268)}

{الشيطان يعدكم الفقر} أي يخوفكم الفقر، وأنكم إذا تصدقتم أصابكم الفقر {ويأمركم بالفحشاء} يعني: ويأمركم بمعاصي الله عز وجل، وترك طاعته {والله يعدكم مغفرة} أي لذنوبكم إن تصدقتم {وفضلًا} أي زيادة، فالصدقة تزيد المال {والله واسع عليم} والله واسع الفضل الذي يعدكم أن يعطيكموه من فضله وسعة خزائنه، عليم بنفقاتكم وصدقاتكم التي تنفقون وتصدقون بها، يحصيها لكم حتى يجازيكم بها عند مقدمكم عليه في آخرتكم.

{يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269)}

{يؤتي الحكمة من يشاء} أي الله تبارك وتعالى يعطي الحكمة من يشاء من عباده {يؤتي} بمعنى يعطي، و{الحكمة} قال السلف: إصابة الصواب في القول والفعل، ومن ذلك العلم بالقرآن والسنة، والفقه في الدين.

{ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً} أي من يعطه الله سبحانه وتعالى الحكمة فقد أعطاه خيراً كثيراً.

{وما يذكر إلا أولو الألباب} أي ما يتعظ بآيات الله إلا أصحاب العقول الذين يتصرفون تصرفاً رشيداً.

قائمة الخيارات
0 [0 %]
الجمعة 28 شوال 1441
عدد المشاهدات 1140
عدد التحميلات 29
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق