الاثنين 1 رجب 1446 هـ
30 ديسمبر 2024 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-81 كتاب الصلاة، الحديث 359و360و361و362و363و364   تفسير القرآن: تفسير سورة هود (25-35)   تفسير القرآن: تفسير سورة هود (17-24)   تفسير القرآن: تفسير سورة هود 9-16   تفسير القرآن: تفسير سورة هود (1-8)   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-80 كتاب الصلاة، الحديث 351و352و353و354و355و356و357و358   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-79 أول كتاب الصلاة، الحديث 349و350   الصوتيات: شرح العقيدة الشامية-15 الأخير   الصوتيات: شرح العقيدة الشامية-14   الصوتيات: شرح العقيدة الشامية-13      

تفسير سورة المائدة 82-86

تفسير سورة المائدة 82-86

{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82)}

{لَتَجِدَنَّ} يا محمد {أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا} للذين صدقوك واتبعوك، وصدقوا بما جئتهم به واتبعوه، من أهل الإسلام {الْيَهُودَ} قال ابن كثير: ما ذاك إلا لأن كفر اليهود كفر عناد وجحود ومباهتة للحق وغمط للناس وتنقص بحملة العلم، ولهذا قَتلوا كثيراً من الأنبياء، حتى هموا بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة، وسَموه وسحروه، وأَلَّبوا عليه أشباههم من المشركين، عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة {وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} يعني وعبدة الأوثان، الذين اتخذوا الأوثان آلهة يعبدونها من دون الله {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً} أي محبة {لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى} لم يرد به جميع النصارى؛ لأنهم في عداوتهم المسلمين كاليهود في قتلهم المسلمين وأسرهم وتخريب بلادهم وهدم مساجدهم وإحراق مصاحفهم، لا؛ ولا كرامة لهم، بل الآية فيمن أسلم منهم، قال قتادة: «أناس من أهل الكتاب كانوا على شريعة من الحق مما جاء به عيسى، يؤمنون به وينتهون إليه، فلما بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم صدقوا به وآمنوا، وعرفوا الذي جاء به أنه الحق، فأثنى عليهم ما تسمعون». انتهى وقال بعض السلف: هم النجاشي وأصحابه {ذَلِكَ} أي قرب مودتهم لأهل الإيمان {بِأَنَّ} أي سببها أن {مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ} أي: علماء، قال قطرب: القس والقسيس: العالم بلغة الروم {وَرُهْبَانًا} الرهبان: العباد {وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} لا يتعظمون عن الإيمان وقبول الحق واتباعه والإذعان به.

{وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83)}

{وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ} محمد صلى الله عليه وسلم {تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} أي تمتلئ أعيونهم بالدمع ثم يسيل، أي يبكون {مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ} أي فيض دموعهم؛ لمعرفتهم بأن الذي يُتلى عليهم من كتاب الله، الذي أنزله إلى رسول الله؛ حق، وهذا كما حصل مع النجاشي وأصحابه {يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا} صدقنا النبي محمداً صلى الله عليه وسلم، وبما جاء به، وأقررنا به أنه من عندك، وأنه الحق لا شك فيه، واتبعناه {فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم، دليله قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143] أي فاكتبنا مع الشاهدين الذين يشهدون لأنبيائك يوم القيامة أنهم قد بلغوا أممهم رسالاتك، وهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

{وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84)}

وقالوا: {وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللهِ} وما لنا لا نقر بوحدانية الله {وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ} وما جاءنا من عند الله من كتابه {وَ} نحن {نَطْمَعُ} بإيماننا بذلك {أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ} المؤمنين بالله المطيعين له، الذين استحقوا من الله الجنة بطاعتهم، قال السلف: هم محمد صلى الله عليه وسلم وأمته، بيانه {أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء: 105]

{فَأَثَابَهُمُ اللهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85)}

{فَأَثَابَهُمُ اللهُ} أعطاهم الله، وجازاهم {بِمَا قَالُوا} على ما قالوه وعملوا به {جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} يعني: بساتين تجري من تحت أشجارها الأنهار {خَالِدِينَ فِيهَا} ماكثين فيها دائماً، لا يخرجون منها، ولا يحولون عنها أبداً {وَذَلِكَ} الجزاء بالجنات {جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ} يجزي الله به كل المؤمنين المخلصين العاملين.
قال الطبري: جزاء كل محسن في قيله وفعله، وإحسان المحسن في ذلك: أن يوحد الله توحيداً خالصاً محضاً لا شرك فيه، ويُقر بأنبياء الله، وما جاءت به من عند الله من الكتب، ويؤدي فرائضه، ويجتنب معاصيه، فذلك كمال إحسان المحسنين الذين قال الله تعالى: {جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا}

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (86)}

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا} وأما الذين لم يؤمنوا، فلم يوحدوا الله، وأنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم {وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} وكذبوا بآيات كتابه {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} هم سكان نارِ جهنم واللابثون فيها. والجحيم: ما اشتد من النار.

قائمة الخيارات
0 [0 %]
الخميس 6 جمادة الاولى 1443
عدد المشاهدات 310
عدد التحميلات 6
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق