الاربعاء 23 رجب 1446 هـ
22 يناير 2025 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-84 كتاب الصلاة، الحديث 375و376و377و378و379   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-83 كتاب الصلاة، الحديث 372و373و374   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-82 كتاب الصلاة، الحديث 365و366و367و368و369و370و371   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-81 كتاب الصلاة، الحديث 359و360و361و362و363و364   تفسير القرآن: تفسير سورة هود (25-35)   تفسير القرآن: تفسير سورة هود (17-24)   تفسير القرآن: تفسير سورة هود 9-16   تفسير القرآن: تفسير سورة هود (1-8)   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-80 كتاب الصلاة، الحديث 351و352و353و354و355و356و357و358   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-79 أول كتاب الصلاة، الحديث 349و350      

تفسير سورة الأنعام 80-82

تفسير سورة الأنعام 80-82

{وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80)}

{وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ} أي: قوم إبراهيم خاصموه وجادلوه في توحيد الله وبراءته من الأصنام {قَالَ} إبراهيم {أَتُحَاجُّونِّي فِي اللهِ} يقول: أتجادلونني في توحيد الله {وَقَدْ هَدَانِي} وقد وفقني ربي للتوحيد والحق {وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ} وذلك أنهم قالوا له: احذر الأصنام فإنا نخاف أن تمسك بسوء من خبل أو جنون؛ لعيبك إياها وتنقصك لها، فقال لهم: ولا أخاف ما تشركون بالله من هذه الآلهة؛ لأنها لا تنفع ولا تضر{إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا} ولكن خوفي من الله الذي خلقني وخلق السموات والأرض، فإنه إن شاء أن ينالني بنفع أو ضر نالني به؛ لأنه هو القادر على ذلك {وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} أي: وعلم ربي كل شيء فلا يخفى عليه شيء؛ لأنه خالق كل شيء، وليس كالآلهة التي لا تضر ولا تنفع ولا تفهم شيئاً {أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} أفلا تعتبرون أيها الجهلة.

{وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81)}

وقال لهم إبراهيم: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ} يعني الأصنام وهي لا تبصر ولا تسمع ولا تضر ولا تنفع {وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللهِ} يعني وكيف أخاف أصنامكم التي لا تنفع ولا تضر، وأنتم لا تخافون الله تبارك وتعالى القادر على النفع والضر وعلى كل شيء، وأنتم فعلتم ما نهاكم عنه فتستحقون عقابه {مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا} أي حجة وبرهاناً، يعني: أشركتم ما لم يعطكم على إشراككم إياه في عبادته حجة، ولم يضع لكم عليه برهاناً، ولم يجعل لكم به عذراً {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ} أولى {بِالْأَمْنِ} أنا وأهل ديني أم أنتم {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} إن كنتم تعلمون صدق ما أقول وحقيقة ما أحتج به عليكم، فقولوا وأخبروني أي الفريقين أحق بالأمن؟ أمن خاف غير الله ولم يخفه؟ أم من خاف الله ولم يخف غيره؟

فقال الله تعالى قاضيا بينهما:

{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)}

{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} لم يخلطوا إيمانهم بشرك، أي الذين آمنوا بالله، وأخلصوا له العبادة، ولم يخلطوا عبادتهم إياه بشرك، وجعلوا عبادتهم لله خالصا، أحق بالأمن من عقابه، من الذين يشركون في عبادتهم معه غيره من الأوثان والأصنام.

أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ هُوَ كَمَا تَظُنُّونَ، إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}".

وفي رواية قال: " لَمَّا نَزَلَتْ {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} قَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّنَا لَمْ يَلْبِسْ إِيمَانَهُ بِظُلْمٍ؟ فَنَزَلَتْ {لاَ تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} ".

{أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ} لهم الأمن يوم القيامة من عذاب الله {وَهُمْ مُهْتَدُونَ} وهم المصيبون سبيل الرشاد، والسالكون طريق النجاة.

التعليقات عدد التعليقات (0)

اضافة تعليق
قائمة الخيارات
0 [0 %]
السبت 13 ذو القعدة 1443
عدد المشاهدات 185
عدد التحميلات 6
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق