الاربعاء 23 رجب 1446 هـ
22 يناير 2025 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-84 كتاب الصلاة، الحديث 375و376و377و378و379   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-83 كتاب الصلاة، الحديث 372و373و374   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-82 كتاب الصلاة، الحديث 365و366و367و368و369و370و371   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-81 كتاب الصلاة، الحديث 359و360و361و362و363و364   تفسير القرآن: تفسير سورة هود (25-35)   تفسير القرآن: تفسير سورة هود (17-24)   تفسير القرآن: تفسير سورة هود 9-16   تفسير القرآن: تفسير سورة هود (1-8)   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-80 كتاب الصلاة، الحديث 351و352و353و354و355و356و357و358   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-79 أول كتاب الصلاة، الحديث 349و350      

تفسير سورة الأعراف (138-141)

تفسير سورة الأعراف (138-141)

{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138)}

{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ} وقطعنا ببني إسرائيل البحر، عبر بهم موسى البحر {فَأَتَوْا} فمروا {عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ } أي: يقيمون عندها ويتبركون بها ويعبدونها. العكوف هو الإقامة على الشيء في المكان.

أصنام جمع صنم، قال ابن منظور في لسان العرب: وهو الوثن؛ قال ابن سِيدَهْ: وهو يُنحتُ من خشب، ويُصاغ من فضة ونحاس، والجمع أصنام، وقد تكرر في الحديث ذكر الصنم والأصنام، وهو: ما اتخذ إلهاً من دون الله، وقيل: هو ما كان له جسم أو صورة، فإن لم يكن له جسم أو صورة فهو وثن. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي: الصَّنَمةُ والنَّصَمةُ: الصورة التي تعبد. انتهى باختصار{قَالُوا} أي بنو إسرائيل {يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا} أي صنماً نعبده {كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} كما للذين مروا بهم أصناماً يعبدونها {قَالَ} موسى {إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} قال الطبري: وقال موسى صلوات الله عليه: إنكم أيها القوم، قوم تجهلون عظمة الله، وواجب حقه عليكم، ولا تعلمون أنه لا تجوز العبادة لشيء سوى الله الذي له ملك السموات والأرض. انتهى

عن أبي واقد الليثي قال: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ مَرَّ بِشَجَرَةٍ لِلْمُشْرِكِينَ يُقَالُ لَهَا: ذَاتُ أَنْوَاطٍ، يُعَلِّقُونَ عَلَيْهَا أَسْلِحَتَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَهِ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سُبْحَانَ اللَّهِ هَذَا كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ " أخرجه الترمذي وغيره.

وقال في رواية: "ونحن حدثاء عهد بكفر" أي قريب عهدنا بالكفر،

للمشركين سدرة يعكفون حولها، كان عكوف المشركين عند تلك السدرة تبركاً بها وتعظيماً لها. وكان يناط بها السلاح، أي يعلق، فسميت ذات أنواط وكانت تعبد من دون الله."

قوله: " يعلقون عليها أسلحتهم" أي للبركة.

"فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "سبحان الله" وفي رواية: "الله أكبر". والمراد تعظيم الله تعالى وتنزيهه عن هذا الشرك بأي نوع كان، مما لا يجوز أن يطلب أو يقصد به غير الله، وكان النبي صلي الله عليه وسلم يستعمل التكبير والتسبيح في حال التعجب تعظيماً لله وتنزيهاً له إذا سمع من أحد ما لا يليق بالله مما فيه هضم للربوبية أو الإلهية

قال في رواية: "إنها السُنن" بضم السين أي الطرق.

وشبه مقالتهم هذه بقول بني إسرائيل، بجامع أن كلا طلب أن يجعل له ما يألهه ويعبده من دون الله، وإن اختلف اللفظان فالمعنى واحد، فتغيير الاسم لا يغير الحقيقة.

(لتركبن سنة من كان قبلكم) من اليهود والنصارى؛ أي: لَتَقْتَدُنَّ بهم في أهوائهم ومبتدعاتهم وخرافاتهم التي تخالف شرعكم.

{إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (139)}

{إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ} أي هالك وباطل {مَا هُمْ فِيهِ} من العكوف على آلهتهم وعبادتها، والتتبير الإهلاك {وَبَاطِلٌ} مضمحل وزائل {مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} من الشرك بالله.

{قَالَ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140) }

{قَالَ}يعني موسى {أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِيكُمْ} أي: أطلب لكم {إِلَهًا} تعبدونه {وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} أي: على عالمي زمانكم، خصكم بهذه الفضيلة ومَنّ عليكم بها، فواجبكم شكره على ما أنعم عليكم به، لا أن تشركوا به وتطلبوا إلهاً آخر لا ينفعكم ولا يضركم. قال الطبري: أفأبغيكم معبوداً لا ينفعكم ولا يضركم تعبدونه، وتتركون عبادة من فضلكم على الخلق؟ إن هذا منكم لجهل.

{وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنَ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141)}

{وَ} اذكروا {إِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ} خلصناكم وأنقذناكم {مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ} وهم الذين كانوا على دينه من قومه {يَسُومُونَكُمْ} يذيقونكم {سُوءَ الْعَذَابِ} سيء العذاب وأقبحه، وهو أنهم {يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ} الذكور {وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} ويتركون الإناث للخدمة {وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} وفيما كانوا يفعلونه بكم من سوء العذاب؛ اختبار من الله لكم عظيم.

قائمة الخيارات
0 [0 %]
الجمعة 15 جمادة الاخرة 1444
عدد المشاهدات 294
عدد التحميلات 6
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق