الاربعاء 23 رجب 1446 هـ
22 يناير 2025 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-84 كتاب الصلاة، الحديث 375و376و377و378و379   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-83 كتاب الصلاة، الحديث 372و373و374   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-82 كتاب الصلاة، الحديث 365و366و367و368و369و370و371   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-81 كتاب الصلاة، الحديث 359و360و361و362و363و364   تفسير القرآن: تفسير سورة هود (25-35)   تفسير القرآن: تفسير سورة هود (17-24)   تفسير القرآن: تفسير سورة هود 9-16   تفسير القرآن: تفسير سورة هود (1-8)   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-80 كتاب الصلاة، الحديث 351و352و353و354و355و356و357و358   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-79 أول كتاب الصلاة، الحديث 349و350      

تفسير سورة الأعراف (172-174)

تفسير سورة الأعراف (172-174)

{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) }

{وَ} اذكر يا محمد للناس {إِذْ} حين {أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} أي اذكر حين أستخرج الله تبارك وتعالى من ظهور بني آدم ذرياتهم، أي أخرج بعضهم من ظهور بعض، من آدم عليه السلام، أخرج من ظهره أبناءه ثم أخرج أبناءهم من ظهورهم، وهكذا إلى آخرهم، وهذا قبل خلقهم للتكليف {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} أي أشهد بعضهم على بعض {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} ألست خالقَكم ومعبودَكم وحدي {قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا} فأقروا بذلك {أَنْ تَقُولُوا} كيلا تقولوا {يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا} التوحيد {غَافِلِينَ} لا نعرفه.

{أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)}

{أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ} أي من قبلنا {وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ} فاتبعناهم، فالخطأ منهم لا منا، فكيف تعذبنا بخطئ غيرنا؟! يقول إنما أخذ الميثاق عليكم لئلا تقولوا أيها المشركون: إنما أشرك آباؤنا من قبل، وكنا ذرية من بعدهم، أي: اتبعناهم على شركهم، فاقتدينا بهم، فتجعلوا هذا عذراً لأنفسكم وتقولوا {أَفَتُهْلِكُنَا} تعذبنا {بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} أفتعذبنا بجناية آبائنا المبطلين؟ والمبطلون هم الذين يأتون بالباطل وهو ضِدّ الحق، الذين عبدوا غير الله.

فلا يمكنهم أن يحتجوا بمثل هذا الكلام بعد تذكير الله تعالى بأخذ الميثاق على التوحيد.

قال ابن الأنباري: " مذهب أهل الحديث وكبراء أهل العلم في هذه الآية: أن الله أخرج ذرية آدم من صلبه وصلب أولاده وهم في صور الذر، فأخذ عليهم الميثاق: أنه خالقهم وأنهم مصنوعون، فاعترفوا بذلك وقبلوا، وذلك بعد أن ركب فيهم عقولاً عرفوا بها ما عَرض عليهم، كما جعل للجبل عقلاً حين خوطب، وكما فعل ذلك للبعير لما سجد، والنخلة حتى سمعت وانقادت حين دعيت ". انتهى

وقال إسحاق بن راهويه: " وأجمع أهل العلم أن الله خلق الأرواح قبل الأجساد، وأنه استنطقهم وأشهدهم. انتهى

وقال السمعاني: وأنكروا -أي المعتزلة- الْمِيثَاق. وقال: وأما أهل السنة مقرون بيوم الميثاق. انتهى

وقال ابن عبد البر: وأما أهل البدع فمنكرون لكل ما قاله العلماء في تأويل قول الله عز وجل {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم} الآية، قالوا: ما أخذ الله من آدم ولا من ذريته ميثاقاً قط قبل خلقه إياهم، وما خلقهم قط إلا في بطون أمهاتهم، وما استخرج قط من ظهر آدم من ذرية تخاطب. انتهى المراد والله أعلم

{وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)}

{وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ}أي: نبين الآيات ونوضحها ليتدبرها العباد {وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} عن الكفر إلى التوحيد.

قائمة الخيارات
0 [0 %]
الجمعة 15 جمادة الاخرة 1444
عدد المشاهدات 254
عدد التحميلات 9
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق