الاربعاء 23 رجب 1446 هـ
22 يناير 2025 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-84 كتاب الصلاة، الحديث 375و376و377و378و379   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-83 كتاب الصلاة، الحديث 372و373و374   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-82 كتاب الصلاة، الحديث 365و366و367و368و369و370و371   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-81 كتاب الصلاة، الحديث 359و360و361و362و363و364   تفسير القرآن: تفسير سورة هود (25-35)   تفسير القرآن: تفسير سورة هود (17-24)   تفسير القرآن: تفسير سورة هود 9-16   تفسير القرآن: تفسير سورة هود (1-8)   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-80 كتاب الصلاة، الحديث 351و352و353و354و355و356و357و358   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-79 أول كتاب الصلاة، الحديث 349و350      

تفسير سورة الأعراف (196-201)

تفسير سورة الأعراف (196-201)

{إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196) }

{إِنَّ وَلِيِّيَ} نصيري ومعيني وحافظي {اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ} يعني القرآن، أي: أنه ينصرني كما أيدني بإنزال الكتاب {وَهُوَ يَتَوَلَّى} ينصر ويحفظ {الصَّالِحِينَ} الذين يطيعونه.

{وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (197) }

{وَالَّذِينَ تَدْعُونَ}والذين تعبدونهم أنتم أيها المشركون {مِنْ دُونِهِ} من غير الله {لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ} ولا يقدرون على نصرة أنفسهم.

{وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (198) }

{وَإِنْ تَدْعُوهُمْ} وإن تدعوا أيها المشركون أصنامكم {إِلَى الْهُدَى} الاستقامة {لَا يَسْمَعُوا} يعني الأصنام {وَتَرَاهُمْ} يا محمد {يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ} أي: كأنهم ينظرون إليك، يعني الأصنام {وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} لأنهم لا أبصار لهم.

{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) }

{خُذِ} يا محمد، أي اقبل من الناس {الْعَفْوَ} وذلك مثل قبول الاعتذار، والعفو والمساهلة، وترك البحث عن الأشياء، ونحو ذلك {وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} أي: بالمعروف، وهو كل ما يعرفه الشرع {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} أي إذا تسفه عليك الجاهل فلا تقابله بالسفه.

قال أهل العلم: أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بمكارم الأخلاق، وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية.
وقال السعدي رحمه الله:
هذه الآية جامعة لحسن الخلق مع الناس، وما ينبغي في معاملتهم، فالذي ينبغي أن يعامل به الناس، أن يأخذ العفو، أي: ما سمحت به أنفسهم، وما سهل عليهم من الأعمال والأخلاق، فلا يكلفهم ما لا تسمح به طبائعهم، بل يشكر من كل أحد ما قابله به، من قول وفعل جميل أو ما هو دون ذلك، ويتجاوز عن تقصيرهم ويغض طرفه عن نقصهم، ولا يتكبر على الصغير لصغره، ولا ناقص العقل لنقصه، ولا الفقير لفقره، بل يعامل الجميع باللطف والمقابلة بما تقتضيه الحال وتنشرح له صدورهم.

{وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} أي: بكل قول حسن وفعل جميل، وخلق كامل للقريب والبعيد، فاجعل ما يأتي إلى الناس منك، إما تعليم علم، أو حث على خير، من صلة رحم، أو بِرِّ والدين، أو إصلاح بين الناس، أو نصيحة نافعة، أو رأي مصيب، أو معاونة على بر وتقوى، أو زجر عن قبيح، أو إرشاد إلى تحصيل مصلحة دينية أو دنيوية، ولما كان لا بد من أذية الجاهل، أمر الله تعالى أن يقابل الجاهل بالإعراض عنه وعدم مقابلته بجهله، فمن آذاك بقوله أو فعله لا تؤذه، ومن حرمك لا تحرمه، ومن قطعك فَصِلْهُ، ومن ظلمك فاعدل فيه. انتهى

{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)}

{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ} أي: في أيِّ وقت يصيبنك من الشيطان نزغ أي وسوسة {فَاسْتَعِذْ بِاللهِ} أي: التجئ إلى الله تبارك وتعالى واعتصم به {إِنَّهُ سَمِيعٌ} لكل قول {عَلِيمٌ} بكل شيء.

{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201)}

{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا} الله من خلقه، فخافوا عقابه بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه {إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ} وسوسة من الشيطان فأذنبوا {تَذَكَّرُوا} عقاب الله وثوابه ووعده ووعيده، وأبصروا الحق فعملوا به، وانتهوا إلى طاعة الله فيما فرض عليهم، وتركوا فيه طاعة الشيطان {فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} هدى الله وبيانه وطاعته، فمنتهون عما دعاهم إليه طائف الشيطان.

قائمة الخيارات
0 [0 %]
الجمعة 15 جمادة الاخرة 1444
عدد المشاهدات 852
عدد التحميلات 15
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق