تفسير سورة البقرة
الآية 6 - 20 من سورة البقرة
{ إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون }
إن الذين جحدوا ما جئت به أو كذبوه أو استكبروا عليه وعاندوه أو شكّوا فيه أو أعرضوا عنه ؛ لا فرق لديهم بين أن تبلِّغهم الرسالة وتخوفهم وتحذِّرهم أو لا تفعل ؛ فلن يصدِّقوا وينقادوا على كلا الحالتين ؛ فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ، وبلِّغهم الرسالة ؛ فمن استجاب لك فله الحظ الأوفر ، ومن تولّى فلا تحزن عليهم ، ولا يهمنّك ذلك {فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب } ونتيجة لكفرهم وعقاباً لهم :
{ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم }
و ذلك كقول الله تعالى : { فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم } ، وقوله { ونقلِّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون } .
فإياك أن يتبادر إلى ذهنك أن الله جبرهم على الكفر وهم لا يريدونه ثم يعذِّبهم عليه تعالى الله عن ذلك ، ولكن عقاباً لهم على كفرهم ختم على قلوبهم .
ختم الله على قلوبهم
: الختم هو الاستيثاق من الشيء كيلا يدخله ما خرج منه ، ولا يخرج عنه ما فيه ، ومنه الختم على الباب . فختم الله على قلوبهم ؛ أي أحكم إغلاقها على ما فيها من الكفر ، فلا يخرج الكفر منها ، ولا يدخلها الإيمان .
وعلى سمعهم
: أي : وأغلق سمعهم ، فلا يسمعون الحق ولا ينتفعون به .
وعلى أبصارهم غشاوة
: هذا ابتداء كلام ؛ أي : وجعل على أبصارهم غشاوة ؛ أي : غطاء ، فلا يرون الحق ، وكل ذلك عقاباً لهم على كفرهم .
ولهم عذاب عظيم
: أي : في الآخرة ، والعذاب كل ما شقَّ على الإنسان أو آلمه باستمرار . قال ابن كثير : " لما تقدَّم وصف المؤمنين في صدر السورة بأربع آيات ، ثم عرف حال الكافرين بهاتين الآيتين ؛ شرع تعالى في بيان حال المنافقين الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ، ولما كان أمرهم يشتبه على كثير من الناس أطنب – أي : أكثر – في ذكرهم بصفات متعدّدة ، كلٌّ منها نفاق ... "
{ ومن الناس من يقول آمنّا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين . يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون }
ومن الناس من يقول آمنّا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين
: أي : يظهرون أمام الناس أنهم مؤمنون ، يقولون لاإله إلا الله محمد رسول الله ، ويؤمنون بقيام الساعة ، ويصلّون ؛ ولكنّهم في الحقيقة كفار ، لم تؤمن قلوبهم ، وإنما أظهروا الإسلام لأن القوة والشوكة كانت للمسلمين . وهذا الوصف هو وصف المنافقين الذين ذكرهم الله تعالى في عدّة سور .
والنفاق : هو إظهار الخير وإسرار الشر . وهو نوعان :
1- نفاق اعتقادي 2- ونفاق عملي .
1- النفاق الاعتقادي : هو إظهار الإيمان وإبطان الكفر . كنفاق عبد الله بن أبي بن سلول الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو زعيم المنافقين . وكالرافضة في زماننا ، يتشهّدون بالشهادتين ويبطنون عقيدتهم الكفرية من تحريف كتاب الله ، وتكفير الصحابة ، وغير ذلك . وهؤلاء في الدرك الأسفل من النار { إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً } .
2- النفاق العملي :وهو أن يظهر الإنسان علانية صالحة ويبطن ما يخالف ذلك . وأصول هذا النفاق يرجع إلى الخصال المذكورة في الحديث ؛ وهو قوله صلى الله عليه وسلم : " أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها :
·
إذا أتمن خان .
·
وإذا حدّث كذب .
·
وإذا عاهد غدر .
·
وإذا خاصم فجر " .متفق عليه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص .
وفي حديث آخر : " إذا وعد أخلف " . متفق عليه من حديث أبي هريرة . لو لاحظت هذه الأعمال المذكورة لوجدتها كلها ظاهرها خير وباطنها شر ؛ ولكن هذا الشر لا يصل إلى حد الكفر .
يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون
: الخداع هو إظهار خلاف ما تخفيه ، وخداع المنافق ربه والمؤمنين إظهاره بلسانه من القول والتصديق خلاف الذي في قلبه من الشك والتكذيب ؛ ليدفع عن نفسه تنزيل أحكام الله عليه من القتل والسبي وغير ذلك ، يعتقد بذلك أنه يخدع الله ، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً .
وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون
: لأن وبال خداعهم راجع إليهم ؛ لأن الله تعالى يطلع نبيّه صلى الله عليه وسلم على نفاقهم فيفتضحون في الدنيا ويستوجبون العقاب في العقبى ( وما يشعرون ) أي : لا يعلمون أنهم يخدعون أنفسهم وأن وبال خداعهم يعود عليهم .
{ في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون }
في قلوبهم مرض
: هذا مرض في الدين ، وليس في الأجساد ، وهو مرض الشك والتكذيب .
فزادهم الله مرضاً
: زادهم شكّاً ، وشرّا إلى شرِّهم ؛ عقاباً لهم على عدم إيمانهم .
ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون
: لهم عذاب موجع مؤلم بسبب كذبهم وتكذيبهم .
{وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون . ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون }
إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض
: الإفساد في الأرض : العمل فيها بما نهى الله عزّ وجلَّ عنه ، وتضييع ما أمر الله بحفظه ؛ أي : إذا قيل للمنافقين لا تفسدوا في الأرض بالكفر والمعاصي ، وإظهار الخير للمسلمين وإبطان الشر لهم ، واتخاذ الكافرين أولياء .
قالوا إنما نحن مصلحون
: أي : وهم مع ما يفعلون من معاص وذنوب وفساد يظنون أنهم مصلحون ، ولم ينفعهم هذا الظن ، بل أوجب الله لهم الدرك الأسفل من النار ، والأليم من العذاب . ومن تأمل حال الرافضة في هذا الزمان وجدهم مثالاً حيّاً على معنى هذه الآيات .
ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون
: وهذا تكذيب من الله لهم في دعواهم أنهم مصلحون ، ولكن لا يعلمون أنهم مفسدون .
{وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون }
وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس
: أي إذا قيل للمنافقين أقرّوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وبما جاء به من عند الله ، كما أقرّ المؤمنون .
قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء
: قالوا : أي : المنافقون، كيف نؤمن كما آمن السفهاء ، إذاً نكون مثلهم ، والسفهاء ؛ جمع سفيه ، وهو الجاهل ، الضعيف الرأي ، القليل المعرفة بمواضع المصالح والمضار ، ويعنون بالسفهاء : أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فردّ الله عليهم قولهم بقوله :
ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون
: يعني في حقيقة الأمر هم السفهاء لا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن تمام جهلهم وسفاهتهم أنهم لا يعلمون هذه الحقيقة ، وذلك أرد لهم وأبلغ في العمى ، والبعد عن الهدى .
{ وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنّا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنّا معكم إنما نحن مستهزئون . الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون }
وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنّا
: يقول تعالى : وإذا لقي هؤلاء المنافقون المؤمنين ؛ قالوا: آمنّا ، أي : أظهرنا لهم الإيمان والموالاة والمصافاة ، ليخدعوا المؤمنين ليحصل لهم الأمن ، ويشاركوهم فيما أصابوا من خير و مغنم .
وإذا خلوا إلى شياطينهم
: شياطينهم : هم رؤساؤهم في الكفر ، يعني : إذا ذهبوا إلى شياطينهم وانفردوا بهم ( قالوا إنا معكم ) أي : إنا على مثل ما أنتم عليه.
إنما نحن مستهزئون
: أي : إنما نحن نستهزئ بالقوم ونلعب بهم ، كما يفعل الرافضة اليوم مع المسلمين ، وبعض الجهلة من دعاة المسلمين وقع في استهزائهم ولعبهم ، والله المستعان .
الله يستهزئ بهم
: أي : أن الله أخبر عن المنافقين أنهم إذا خلوا إلى مردتهم ، قالوا: إنا معكم على دينكم في تكذيب محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به وإنما نظهر لهم إسلامنا لنخدعهم ؛ فأخبر تعالى أنه يستهزئ بهم ، فيظهر لهم من أحكامه في الدنيا ، يعني من عصمة دمائهم وأموالهم خلاف الذي عنده في الآخرة ، يعني من العذاب والنكال .
ويمدُّهم في طغيانهم يعمهون
:أي :يتردّدون ، أي : يزيدهم في طغيانهم ، بتركهم فيه يترددون حيارى ضلالاً ، لا يجدون إلى المخرج منه سبيلاً .
{ أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين }
أولئك
: أي : الموصوفون بالأوصاف المتقدِّمة من المنافقين ؛ باعوا الهدى وجعلوه ثمناً للضلالة .
فما ربحت تجارتهم
: أي : خسرت صفقتهم هذه ، وكانت سبباً لهلاكهم .
وما كانوا مهتدين
: أي : راشدين موفقين في صنيعهم ذلك .
{مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ماحوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون }
قال ابن كثير – رحمه الله - : " وتقدير هذا المثل : أن الله سبحانه، شبَّههم في اشترائهم الضلالة بالهدى، وصيرورتهم بعد البصيرة إلى العمى، بمن استوقد نارًا، فلما أضاءت ما حوله وانتفع بها وأبصر بها ما عن يمينه وشماله، وتَأنَّس بها فبينا هو كذلك إذْ طفئت ناره، وصار في ظلام شديد، لا يبصر ولا يهتدي، وهو مع ذلك أصم لا يسمع، أبكم لا ينطق، أعمى لو كان ضياء لما أبصر؛ فلهذا لا يرجع إلى ما كان عليه قبل ذلك، فكذلك هؤلاء المنافقون في استبدالهم الضلالة عوضًا عن الهدى، واستحبابهم الغَيّ على الرّشَد. وفي هذا المثل دلالة على أنهم آمنوا ثم كفروا، كما أخبر تعالى عنهم في غير هذا الموضع، والله أعلم " .
ذهب الله بنورهم
: أي : ذهب عنهم ما ينفعهم ، وهو النور ، وأبقى لهم ما يضرُّهم ، وهو الإحراق والدخان .
وتركهم في ظلمات
: وهو ما هم فيه من الشك والكفر والنفاق .
لا يبصرون
: لا يهتدون إلى سبيل خير ولا يعرفونها ، وهم مع ذلك (صم ) لا يسمعون الخير (بكم ) لا يتكلمون بما ينفعهم (عمي ) في ضلالة وعماية البصيرة ، كما قال تعالى { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } ، فلهذا ( لا يرجعون ) إلى ما كانوا عليه من الهداية التي باعوها بالضلالة .
{أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين . يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير }
أو كصيِّب من السماء
:قال ابن عثيمين رحمه الله : ( أو ) هنا للتنويع؛ لأن المثل الثاني نوع آخر ، و (الصيِّب) المطر النازل من السماء؛ والمراد بـ( السماء ) هنا العلو.
فيه ظلمات
: أي : معه ظلمات؛ لأن الظلمات تكون مصاحبة له؛ وهذه الظلمات ثلاث: ظلمة الليل، وظلمة السحاب، وظلمة المطر ؛ وربما تكون أكثر، كما لو كان في الجو غبار.
ورعد وبرق :
(الرعد) هو الصوت الذي نسمعه من السحاب؛ أما (البرق) فهو النور الذي يلمع في السحاب. فهؤلاء عندهم ظلمات في قلوبهم ؛ فهي مملوءة ظلمة من الأصل؛ أصابها صيب - وهو القرآن - فيه رعد؛ والرعد :هو وعيد القرآن ؛ إلا أنه بالنسبة لهؤلاء المنافقين وخوفهم منه كأنه رعد شديد؛ وفيه برق ؛ وهو وعد القرآن؛ إلا أنه بالنسبة لما فيه من نور، وهدى يكون كالبرق؛ لأن البرق ينير الأرض.
يجعلون أصابعهم في آذانهم : ( يجعلون ) أي : يضع أصحاب الصيب أصابعهم في آذانهم
من الصواعق
: أي : يجعلونها بسبب الصواعق؛ و ( الصواعق ) جمع صاعقة ؛ وهي ما تصعَق . أي : تُهلك مَنْ أصابته، هذه الصواعق معروفة بآثارها؛ فهي نار تنطلق من البرق؛ فإذا أصابت أحداً أو شيئاً أحرقته
فيجعلون أصابعهم في آذانهم من هذه الصواعق لئلا يموتوا؛ ولكنهم لا ينجون منها بهذا الفعل؛ إلا أنهم كالنعامة إذا رأت الصياد أدخلت رأسها في الرمل لئلا تراه؛ وتظن أنها إذا لم تره تنجو منه! وكذلك الذين يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق لا يسلمون بهذا؛ إذا أراد الله تعالى أن يصيبهم أصابهم؛ ولهذا قال تعالى:
والله محيط بالكافرين : فلن ينفعهم الحذر.
ولما بَيَّن الله شدة الصوت، وأنهم لفرارهم منه، وعدم تحملهم إياه يجعلون أصابعهم في آذانهم ؛ بَيَّن شدة الضوء عليهم، فقال تعالى:
يكاد البرق يخطف أبصارهم
: أي :يقرب أن يخطف أبصارهم ؛ أي: يأخذها بسرعة، فتعمى؛ وذلك لقوته، وضعف أبصارهم.
كلما أضاء لهم مشوا فيه
: فكأنهم ينتهزون فرصة الإضاءة، ولا يتأخرون عن الإضاءة طرفة عين؛ كلما أضاء لهم - ولو شيئاً يسيراً - مشوا على ضوئه.
وإذا أظلم عليهم
: أي :أصابهم بظلمة ؛ وذلك أن الضوء إذا انطفأ بسرعة اشتدت الظلمة بعده.
قاموا
: أي :وقفوا.
ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم
: دون أن تحدث الصواعق، ودون أن يحدث البرق؛ لأن الله على كل شيء قدير؛ فهو قادر على أن يُذهب السمع والبصر بدون أسباب: فيذهب السمع بدون صواعق، والبصر بدون برق.
إن الله على كل شيء قدير :
هذا المثل ينطبق على منافقين لم يؤمنوا أصلاً؛ بل كانوا كافرين من قبل؛ كاليهود؛ لأن المنافقين منهم عرب من الخزرج، والأوس؛ ومنهم يهود من بني إسرائيل؛ فاليهود لم يذوقوا طعم الإيمان أبداً؛ لأنهم كفار من الأصل؛ لكن أظهروا الإسلام خوفاً من النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أعزه الله في بدر؛ فهؤلاء ليسوا على هدًى كالأولين؛ الأولون استوقدوا النار، وصار عندهم شيء من النور بهذه النار، ثم - والعياذ بالله – انتكسوا ؛ لكن هؤلاء من الأصل في ظلمات؛ فيكون هذا المثل غير المثل الأول؛ بل هو لقوم آخرين؛ والمنافقون أصناف بلا شك.
و (الصواعق) عبارة عما في القرآن من الإنذار والخوف؛ ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى عنهم في آية أخرى: {يحسبون كل صيحة عليهم} ؛ و (البرق) نور الإسلام، لكنه ليس نوراً يستمر؛ نور البرق ينقطع في لحظة وميض؛ فهؤلاء لم يدخل الإيمان في قلوبهم أصلاً، ولا فكروا في ذلك؛ وإنما يرون هذا النور العظيم الذي شع، فينتفعون به لمجرد خطوة يخطونها فقط؛ وبعد ذلك يقفون؛ كذلك أيضاً يكاد البرق يخطف أبصارهم؛ لأنهم لا يتمكنون من رؤية النور الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم؛ بل لكبريائهم، وحسدهم للعرب يكاد هذا البرق يعمي أبصارهم؛ لأنه قوي عليهم لا يستطيعون مدافعته، ومقابلته.