ما هي العلمانية ؟
وكيف نشأت ؟
وما أهدافها في بلاد الإسلام؟
وما حكم من يتبناها ؟
ومن وراءها في بلاد الإسلام ؟
هذه المقالة ليست للإطالة فالكتب ألفت في ذلك وبينت حقيقتها وكيف نشأت وأنا سأختصر الخلاصة للإجابة عن هذه الأسئلة .
العلمانية بفتح العين من العلم بمعنى (العالم) هذا أحد ما ترجمت الكلمة الفرنسية والإنجليزية إليه وترجمة أخرى (اللادينية) وترجمة أخرى (الدنيوية ).
وعرفتها المجامع الإنجليزية وغيرها بما ملخصه أنه فصل الدين عن الحياة .
والبعض يفسرها على أنها فصل الدين عن السياسة .
والمعنى المقصود من كل ما تقدم أنها فصل الدين عن كل الحياة أو عن جانب منها وهو السياسة وبعضهم يوسع أكثر .
وإذا علمنا كيف نشأت تبين لنا معنى الكلمة بوضوح .
المسلمون لا يعرفون هذا الاصطلاح لأن حياتهم كلها دين
نشأ هذا في أوروبا في العصور الوسطى التي يسمونها العصور المظلمة التي كانت تسيطر فيها الكنيسة
ومع كون الدين النصراني دين محرف غير الناس فيه وبدلوا بما يتوافق مع أهوائهم زاد على ذلك القساوسة النصارى وحكموا الناس بالظلم والتسلط والاستعباد وتسخير كل شيء لخدمة الكنيسة والقساوسة ومنعوا من العلم الدنيوي والرقي والتقدم .
فحصلت ردة فعل عكسية وثورة ضد الدين الفاسد وقلبوا الأمور عكسا ونتجت ثورة العلمانية التي طالبت بإلغاء الدين والنظر فقط إلى الدنيا وعمارتها والعلم الدنيوي .
ومن هنا حصلت الثورات في الغرب حتى سيطرت العلمانية وأقصت الدين إما إقصاء كليا أو جزئيا ولكنهم اتفقوا جميعا على منع أهل الدين من الحكم بعد ذلك لما فعلوه بهم .
فهي ردة فعل عكسية على دين فاسد وطبق بطريقة فاسدة كما ترى .
وأما عن أهداف العلمانية في بلاد الإسلام فهي نفس الأهداف في بلاد الغرب ؛ تهميش الدين وإقصاءه وعدم الاعتراف به كليا عند البعض وجزئيا عند البعض الآخر .
والتعامل مع دين الإسلام كبقية الأديان .
والفرق عند الموافق والمخالف معلوم وواضح فعندما حكم المسلمون الناس أخرجوهم من الضلال والتخلف إلى النور والهداية وعلموهم كيف تكون العلاقة بين العبد وربه وبين الحاكم والمحكوم وبين العباد فيما بينهم وأعطى كل شخص حقه سواء كان ذكرا أو أنثى صغيرا أو كبيرا بل حتى الحيوانات عرف الإسلام الناس بحقوقها قبل أن يعرفها أحد من المجتمعات .
وكان كل ذلك باعتدال وإنصاف دون إفراط الغرب ولا تقصير الكنائس والمشركين .
وحث على التقدم والرقي والحضارة التي تنفع الناس وتحافظ على أخلاقهم وراحتهم ولا تؤدي إلى ما أدت إليه حضارة الغرب من الغلو في ذلك مما جعل مجتمعاتهم أقرب إلى الحيوانية .
ففي عهد الإسلام عرف العالم النور والحضارة والتقدم حتى إن الغرب إلى اليوم يستفيدون من تلك الحضارة في الطب وغيره .
فالفرق بين دين الإسلام وغيره من الأديان كما بين السماء والأرض.
وبعد أن ترك المسلمون دينهم تخلفوا وتراجعوا في كل شيء
فالحال مختلف اختلافا عكسيا بين دين الإسلام ودين النصارى .
ومع ذلك يحرص العلمانيون على تنحية الدين وتهميشه تماما والقضاء عليه في بلاد الإسلام وقد نجحوا في ذلك في كثير من الدول المسلمة أصلا وقلبوها إلى دول علمانية وحاربوا الدين فيها ، وفي تركيا وتونس أفضل مثال على أهداف العلمانية في بلاد الإسلام.
وأما حكم من يعتقد العلمانية فأمره بات واضحا من خلال تعريفها فهي اللادينية فلا يمكن أن يكون العبد لادينيا ودينيا في وقت واحد هذا من التناقضات الغبية .
فمن تبناها لا يعتبر مسلما بل هو علماني كافر بالدين .
ولا يصح أن تقول أنا علماني مسلم أو علماني متدين فهي كقولك أنا متحرك وساكن في وقت واحد وحي وميت في وقت واحد وصحيح ومريض في وقت واحد؛ أمران لا يجتمعان لأنهما متناقضان أو متضادان .
فكل العلمانيين مجمعون على رفض حكم الله وأنه لا يصلح في هذا الزمن ويكفرون بأحكام الله وحدوده وهذا كفر بإجماع العلماء وبنصوص كتاب الله ويقولون إن الحكم إلا للشعب، والله تبارك وتعالى يقول إن الحكم إلا لله .
وأما من يقود هذا الفكر في بلاد الإسلام فكثر منهم أحزاب منظمة ومنهم أفراد تربوا عند الغرب وصنعتهم أوروبا وأمريكا وأرسلوهم إلينا لإفساد دين الله بأفكارهم الكفرية .
البعض يصرح بذلك إذا كان في بلد لهم فيها شوكة كتركيا ومصر وتونس وغيرها والبعض لا يجرؤ على التصريح بكل ما عنده لضعف شوكته فيستعمل أسلوب المنافقين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر ويعرفون بفلتات ألسنتهم .
وأعظم أساليبهم الماكرة اليوم محاربة الدين بدعوى محاربة داعش والإرهاب .
وأعظم ما رأيته عندهم ويركزون عليه حرب دولة السعودية خاصة دون جميع الدول مع وجود دول قائمة على أسس دينية ولكنهم يعلمون الخطر الحقيقي عليهم أين يوجد . والله المستعان .
التعليقات عدد التعليقات (0)
اضافة تعليق