عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا» . متفق عليه .
قال ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة :
وقوله (موت العالم مصيبة لاتجبر ، وثلمة لا تسد ، ونجم طمس ، وموت قبيلة أيسر من موت عالم) ؛ لما كان صلاح الوجود بالعلماء ، ولولاهم كان الناس كالبهائم بل أسوأ حالا ؛ كان موت العالم مصيبة لا يجبرها إلا خُلْفُ غيره له ، وأيضا فإن العلماء هم الذين يسوسون العباد والبلاد والممالك ، فموتهم فساد لنظام العالم ، ولهذا لا يزال الله يغرس في هذا الدين منهم خالفا عن سالف ؛ يحفظ بهم دينه وكتابه وعباده .
وتأمل إذا كان في الوجود رجل قد فاق العالم في الغنى والكرم ، وحاجتهم إلى ما عنده شديدة ، وهو محسن إليهم بكل ممكن ، ثم مات وانقطعت عنهم تلك المادة .
فموت العالم أعظم مصيبة من موت مثل هذا بكثير ، ومثل هذا يموت بموته أمم وخلائق كما قيل:
تعلَم ما الرزية فقدُ مال ... ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حـــــر ... يموت بموته بشر كثير
وقال آخر :
فما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنه بنيان قوم تهدما
رحم الله الشيخ العلامة زيدا المدخلي وأسكنه فسيح جناته .