شرح العقيدة الشامية الجزء الأول الدرس 1

العقيدةُ الشَّاميَّةُ في سؤالٍ وجوابٍ
المستوى الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد.

س1: مَن ربّكَ؟

ج1: ربيَ اللهُ الذي خلقني وخلق السمواتِ والأرضَ، وخلقَ كلَّ شيءٍ، وهو الذي يُطعمني ويسقيني، وإذا مرضتُ فهو يشفيني، وهو الذي يميتني ثم يحييني، وهو مالك كل شيء.
وهو الذي يستحق أن أعبده، ولا يستحق ذلك غيره.

قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ).
{اللَّهُ} تبارك وتعالى هو {الَّذِي خَلَقَكُمْ} أوجدكم من العدم {ثُمَّ رَزَقَكُمْ} من أنواع الرزق من طعام وملبس ومسكن وغير ذلك {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ} بعد أن أوجدكم في هذه الدنيا من العدم {ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} يبعثكم بعد موتكم للحساب.
فربنا تبارك وتعالى هو الذي يفعل ذلك، ولا أحد يستطيع فعله سواه.

وقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}.

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} أي أوجدها من العدم، بعد أن لم تكن شيئاً {وَ} خلق {مَا بَيْنَهُمَا} كالشَّمْس والْقَمَر والنجوم {فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}.

وقال تعالى: (قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)).


{قَالَ} إبراهيم عليه السلام لقومه {أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي} لَا أَعْبُدهُمْ {إِلَّا} لَكِنْ {رَبَّ الْعَالَمِينَ} فَإِنِّي أَعْبُدهُ {الَّذِي خَلَقَنِي} أوجدني من العدم {فَهُوَ يَهْدِينِ} إلى مصالح الدين والدنيا {و} الذي {إِذَا مَرِضْتُ}؛ أي: أصابني مرض {فَهُوَ} وحده {يَشْفِينِ} ـي؛ أي: يعافيني من المرض؛ أي: ينعم علي بالشفاء إذا حصل لي مرض {وَالَّذِي يُمِيتُنِي} في الدنيا بقبض روحي {ثُمَّ يُحْيِينِ} ي بالبعث في الآخرة للحساب {وَالَّذِي أَطْمَعُ} أَرْجُو {أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي} ذنبي {يَوْمَ الدِّينِ} يوم الْجَزَاءِ والحساب، وهو يوم القيامة.


وقال تبارك وتعالى: (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22))

{يَا أيُّهَا النَّاسُ}: هذا نداء من الله إلى جميع الناس.

{اعبُدُوا رَبَّكُمُ}: هذا أمر من الله تبارك وتعالى للناس جميعاً أن يعبدوه تبارك وتعالى.

ثم بين لنا من هو الله الذي يجب علينا أن نعبده.

فقال: {الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} أي: ربكم المقصود بالأمر بعبادته هو الذي أوجدكم من العدم، وأوجد من قبلكم من الخلق، فلا رب لكم سواه.

وقال أيضاً في بيان صفة الرب تبارك وتعالى:

{الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا} أي: اعبدوا ربكم الذي خلقكم وخلق لكم الأرض ممهدة مسهلة كالفِراش للعيش عليها من غير مشقة.

{وَالسَّمَاءَ بِنَاءً}: أي: والذي جعل السماء سقفاً، فكل ما علا على الأرض فاسمه بناء.

{وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ}: السماء هنا غير السماء الأولى، والمراد بها هنا؛ العلو؛ لأن الماء - الذي هو المطر – ينزل من السحاب، والسحاب بين السماء والأرض، فأنزل المطر من السحب فأخرج بسببه الثمرات المختلفة ليجعلها رزقاً لكم.

{فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}: الند: المثيل، أي: لا تتخذوا إلهاً تعبدونه مع الله، وتجعلونه نداً له، وأنتم تعلمون أنه هو الذي خلقكم ورزقكم ودبر أمركم، وأنه لا خالق ولا رازق لكم غيره.

فهو وحده الذي يستحق العبادة؛ لأنه هو الخالق الرازق المالك المدبر.

وقال تبارك وتعالى: {ولِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وما بَينَهُما} [المائدة: 17]

وقال تعالى: {‌قُلْ ‌مَنْ ‌بِيَدِهِ ‌مَلَكُوتُ ‌كُلِّ ‌شَيْء} [المؤمنون: 88]

هاتان الآيتان تضافان إلى متن العقيدة الشامية.

وهو تبارك وتعالى المالك لكل شيء، قال تبارك وتعالى: {ولِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وما بينهما} وقال: {‌قُلْ ‌مَنْ ‌بِيَدِهِ ‌مَلَكُوتُ ‌كُلِّ ‌شَيْء} أَيْ: مُلْكُ كُلِّ شَيْءٍ؟

الخلاصة تقول: ربي، هو: الخالق لكل شيء، المالك لكل شيء، المدبر لجميع الأمور.