بسم الله الرحمن الرحيم
مِن أبي الحسن علي الرملي وكلِّ من وافقه من السلفيين في مصر وتونس وليبيا وغيرها من بلاد العالم ، إلى أهلنا وإخواننا في مصر وتونس وليبيا الأعزاء ، السلام عليكم ورحمة الله.
نقول لكم حفظكم الله وسدد خطاكم : إن من أصول الدعوة السلفية حفظ دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم ؛ لكثرة الأدلة الشرعية التي تدل على حرمة ذلك ، من ذلك قوله تعالى { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}.
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : " إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، فليبلغ الشاهد الغائب " متفق عليه .
وإننا نبرأ إلى الله من كل ما يحدث في بلادكم من قتل وتخريب وفساد ، ونعتبر ذلك من الإفساد في الأرض لا من الجهاد والإصلاح
فالجهاد عند السلف الصالح ، الذين نتبع منهجهم ، وهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام وأئمة الإسلام كمالك والشافعي وأحمد ومن سار على نهجهم بإحسان ؛ الجهاد عندهم منظم له أصوله وضوابطه التي تجعله يحقق للمسلمين المصالح ويدفع عنهم المفاسد ، وليس الطريقة العشوائية التي يسلكها التكفيريون الذين يسمون أنفسهم بأنصار الشريع ، أو السلفية الجهادية ، وتتضمن القتل والاغتيالات ونهب الأموال من غير وجه حق.
ونبرأ من طريقة الإخوان المسلمين ومن ساندهم ممن يدعي السلفية وغيرهم التي تتخذ من الدين سلما للوصول إلى الحكم ، ولا تبالي بما يحصل من سفك للدماء وفساد في الأرض وفتن عظيمة في بلاد المسلمين.
كما وإننا لنبرأ إلى الله من العلمانية التي تحارب الإسلام والمسلمين بحجة محاربة الإخوان وأمثالهم.
وإننا لنرى طريقة الإصلاح هي دعوة الناس - بالحكمة والموعظة الحسنة والأخلاق العالية الرفيعة - إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهج صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ونوصي المسلمين جميعا بالابتعاد عن الفتن ، وكف الأيدي والألسن ، ولزوم البيوت ، كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ، قال عبد الله بن عمرو بن العاص : بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ ذكر الفتنة، فقال: " إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم، وخفت أماناتهم، وكانوا هكذا " وشبك بين أصابعه، قال: فقمت إليه، فقلت: كيف أفعل عند ذلك، جعلني الله فداك؟ قال: " الزم بيتك، واملك عليك لسانك، وخذ بما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة " . أخرجه أبو داود وغيره .
كما ونوصي بعدم السماع لدعاة الضلالة الذين يدعون الناس إلى الفتن والفساد في الأرض بدعوى نصرة الإسلام ؛ لتحقيق مصالحهم الشخصية أو مصالح أحزابهم السياسية ، فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من أمثال هؤلاء بقوله صلى الله عليه وسلم :" نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها " قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال: " هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا " قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: " تلزم جماعة المسلمين وإمامهم " قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: " فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك " . متفق عليه .
كما ونوصي - أخيرا - بالصبر على الحكام وظلمهم فهو أهون مما سيحصل في البلاد من فساد وسفك للدماء نتيجة الخروج عليهم ، وهذا ما أرشدنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو منهج السلف قاطبة .
قال صلى الله عليه وسلم : " ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض " .متفق عليه .
وقال : " إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها " قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: " أدوا إليهم حقهم، وسلوا الله حقكم " . متفق عليه .
وأخيرا أسأل الله أن يرد المسلمين إلى دينهم ردا جميلا ، وأن يجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وأن يحقن دماءهم ، وأن يبصرهم بما ينفعهم وما يضرهم .