ثم قال :
وقُلْ غَريبٌ ما رَوَى
رَاوٍ فَقـَطْ .عرَّفنا الغريب مع قسيميه ( المشهور والعزيز ) في الدروس المتقدمة .قلنا الحديث إذا تفرد
به راوٍ واحد أو كانت أقل طبقة من طبقاته فيها راوٍ واحد فقط هذا يسمى حديثاً غريباً .إذا كان فيه راويان يسمى حديثاً عزيزاً ، إذا كان فيه ثلاثة فأكثر ما لم
يبلغ حد التواتر يسمى حديثاً مشهورا .فالغريب قسيم للعزيز والمشهور .
الحديث
عندنا إما متواتر أو آحاد ، والآحاد ثلاثة أقسام : مشهور وعزيز وغريب .أما من حيث
الصحة والضعف فمن الممكن أن يكون كل واحد من هذه الأقسام الثلاثة صحيحاً ومن الممكن أن يكون ضعيفاً .الغريب من الممكن أن يكون غريباً صحيحاً ومن الممكن أن
يكون غريباً ضعيفاً .العزيز كذلك ، المشهور كذلك .
من الغرائب الصحيحة حديث
" إنما الأعمال بالنيات " فإذا نظرنا إلى هذا الحديث مثلاً ننظر في طبقة الصحابة كم صحابي رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ سنجد أن راويه من الصحابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - واحد ، كم رواه من التابعين أو من الطبقة التي بعد طبقة الصحابي ، كم رواه عن الصحابي ؟ واحد ، يعني رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقط من الصحابة عمر بن الخطاب ( أي بإسناد صحيح ) ، طيب كم واحد رواه عن عمر بن الخطاب ؟ بحثنا فلم نجد إلا علقمة بن وقاص الليثي وهو تابعي ، يرويه عن عمر بن الخطاب ، هذه الطبقة الثانية .الطبقة الأولى طبقة الصحابة ( طبقة عمر بن الخطاب ) ، طبعاً هنا في
الأسانيد ليس شرطاً أن نقول الطبقة الأولى يجب أن يكون فيها صحابي والثانية يكون فيها تابعي!لا ، ممكن أن تكون الطبقة الأولى والثانية رواية
صحابي عن صحابي أو تكون الثانية والثالثة والرابعة رواية تابعي عن تابعي عن تابعي ، فالمهم عندنا النظر في الشيخ والتلميذ ، الآن كم رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ واحد ، هو من ؟ عمر بن الخطاب ، كم رواه عن عمر بن الخطاب ؟ واحد ، الذي هو علقمة بن وقاص الليثي ، كم رواه عن علقمة بن وقاص الليثي ؟ واحد الذي هو محمد بن إبراهيم التيمي ، كم رواه عن محمد بن إبراهيم التيمي ؟واحد الذي هو يحيى بن سعيد الأنصاري .ويحيى بن سعيد
الأنصاري ومحمد بن إبراهيم التيمي وعلقمة بن وقاص الليثي هؤلاء ثلاثة من التابعين يروي بعضهم عن بعض ، انظر : إذاً ، ممكن صحابي يروي عن صحابي وتابعي يروي عن تابعي، وتابع تابعي يروي عن تابع تابعي ، هنا عندنا في الغرابة والعزة والشهرة نعني بالطبقة هي النظر إلى الشيخ والتلميذ ، الشيخ يعتبر طبقة والتلميذ يعتبر طبقة وأنت نازل وهكذا ، فالآن عندنا طبقة عمر بن الخطاب وعلقمة بن وقاص الليثي ومحمد بن إبراهيم التيمي ويحيى بن سعيد الأنصاري ، كل واحدة فيها راوٍ راوٍ راوٍ راوٍ ونحن شرطنا كي يكون الحديث غريباً أن يكون ولو في طبقة واحدة فيها واحد ، بعد هذا ليس مهماً ، فكيف إذا توفر عندنا أكثر من طبقة فيها راو واحد؟!لا شك أنه حديث غريب .
وهذا الحديث أي حديث إنما الأعمال بالنيات من قسم الغريب ثم اشتُهر بعد ذلك هذا الحديث عن يحيى
بن سعيد الأنصاري .إن وجدنا راويا ثانياً يرويه مثلاً عن عمر بن الخطاب ، ورواه آخر مع عمر بن الخطاب من الصحابة يعني رواه عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - اثنان ( عمر بن الخطاب مثلاً وأنس بن مالك ) ثم رواه عن عمر بن الخطاب أكثر من واحد ، ورواه عن أنس أكثر من واحد ، تكون الطبقة الأولى هنا عندنا ( التي هي طبقة عمر بن الخطاب وأنس بن مالك ) كم فيها ؟ فيها اثنان ، هذا بماذا يوصف الحديث ؟ وبحثنا في بقية الطبقات فلم نجد طبقة أخرى فيها أقل من اثنين فهذا يوصف بالعزة يسمى عزيزاً وهكذا .هذا بالنسبة للغرابة .
ثم قال الناظم رحمه الله :
وكلُّ مَا لْم يَتَّصِلْ بِحَالٍ... إسْنَادُهُ مُنْقَطِعُ
الأوْصـــــَالِ .الناظم هنا يريد أن يعرِّف المنقطع ، المنقطع نوع من أنواع
الضعيف ، وهنا نذكر أربعة أنواع كلها من الضعيف وبينها اشتراك في الانقطاع ( انقطاع السند ) هذه الأنواع الأربعة كلها انقطاع ظاهر في السند : المعلّق والمنقطع والمعضل والمرسل ، هذه الأربعة.هذه الأربعة كلها انقطاعات في السند ، المرسل تقدم وهو
ما أضافه التابعي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - .المعلق :
ما حُذف من مبتدأ إسناده واحد فأكثر .فلنقل إن الإسناد يبدأ من عند الإمام البخاري رحمه الله فإذا
حَذف الإمام البخاري رحمه الله شيخه ولم يذكره وذكر شيخ شيخه فما فوق ، هذا يسمى معلقاً ، علّقه تعليقا ولم يصله ، هذا يسمى معلقاً كأن يقول الإمام البخاري مثلاً : قال مالك أخبرني زيد بن أسلم ثم يذكر الخبر ، نحن علمنا من خلال درسنا الماضي أن البخاري لم يدرك الإمام مالك ، البخاري بينه وبين مالك أقل شيء واحد ، إذاً نقول هذا الإسناد إسناد معلق وليس متصلاً ، البخاري لم يسمع من مالك إذاً ، هناك واسطة قد حذفت .فإذا حذف البخاري شيخه أو أكثر ( ممكن يحذف شيخه وشيخ شيخه ) ويروي مثلاً
عن نافع مباشرة يقول البخاري عن نافع عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : كذا وكذا .بل ربما يحذف الإسناد بالكامل ، يقول : عن النبي - صلى الله عليه
وسلم - قال كذا وكذا ، كل هذا يعتبر من قبيل المعلق ، بما أن شيخ المؤلف قد سقط فهو معلق سواء سقط أكثر من شيخه أم لم يسقط ، كله يسمى معلقاً ، هذا بالنسبة للمعلق ، ذكرناه استطراداً .النوع الثالث : المنقطع .
المنقطع :
هو ما سقط منه واحد أو أكثر بشرط عدم التوالي ، ماذا يعني واحد أو أكثر ؟ يعني عندنا إسناد قال البخاري حدثنا علي بن المديني عن معن عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، لو سقط من الإسناد مثلاً : مالك وكانت الرواية : معن عن نافع عن ابن عمر ، هذا يسمى منقطعاً ليش ؟ لأنه سقط منه واحد . طيب لو سقط منه اثنان ؟ لكن ليس على التوالي ، يعني ليس واحد وراء الآخر يعني ما نقول مثلاً : سقط مالك ونافع بعده مباشرة ، لا ، مثلاً نقول : البخاري روى عن علي بن المديني ثم سقط من روايته معن ثم ذكر مالكا ثم سقط نافع ثم ذكر ابن عمر ، فهنا السَّقط كم واحد ؟ اثنان ، لكن ليسوا وراء بعضهم ، واحد ثم أُثبت واحد ثم أسقط الذي بعده ، هذا يسمى منقطعاً في موضعين من السند وليس في موضع واحد لكن الموضعين متفرقان ( كل واحد في جهة ) طيب إذا كان السقط راويان فأكثر ولكن ممتابعان ماذا يسمى هذا ؟ يسمى معضلاً ، إذا كان السقط متتابعاً يعني أن نقول مثلاً : البخاري روى عن علي بن المديني : أُسقط معن وأُسقط مالك ثم ذكر نافع .سقط اثنان وراء بعضهما ( معن ومالك )؛ فهذا يسمى معضلاً . إذاً ؛
المعضل :
هو ما سقط منه راويان أو أكثر بشرط التوالي . أي بشرط أن يسقط الأول وراءه الثاني مباشرة .أما إن سقط الأول وأُثبت الثاني
ثم سقط الثالث فهذا يسمى منقطعاً ، هذا الفرق بين المنقطع والمعضل وأرجو أن يكون واضحاً .هذه الأربعة : المعلق والمرسل والمنقطع والمعضل هي انقطاعات ظاهرة واضحة
في الإسناد ، وكلها من قسم الضعيف .إذا قيل : هذا إسناد
معضل ؛ فهو من قسم الضعيف ، منقطع من قسم الضعيف ، معلق : من قسم الضعيف .ثم قال الناظم رحمه الله :
والُمعْضَلُ
السَّاقِطُ مِنْهُ اثْنَانِ.... ومَا أتى مُدَلَّساً نَوعــــَــــــانِ .الأوَّل
الإسْقاطُ للشَّيخِ وأنْ... يَنْقُلَ عَمنْ فَوْقَهُ بعــــَنْ وعـــــنْ .والثَّانِ لا يُسْقِطُهُ لكنْ.... يَصِفْ أوْصَافَهُ بما بهِ لا يَنْعــــَرِفْ .
الآن يريد الناظم رحمه الله أن يعرِّف المدلَّس .
وهذا النوع مهم جداً
، التدليس لغة مشتق من الدّلس وهو الظلمة . واصطلاحاً ينقسم إلى قسمين : تدليس إسناد وتدليس شيوخ ، ما هو تدليس الإسناد ؟قالوا : هو أن يروي الراوي عمَّن سمع منه ما لم يسمعه
منه .مثلاً : تعلمون أنتم أنني سمعت من الشيخ مقبل رحمه الله ، سمعت منه أحاديث
وأخبارا كثيرة ، ووجد خبر معيَّن - أنه قال مثلاً : زيد ثقة - أنا لم أسمعه من الشيخ ولكن أخبرني به أحد تلاميذ الشيخ من الذين أعرفهم .فماذا أفعل ؟ أُسقِط هذا التلميذ ولا
أذكره لك ، وأقول لك : عن الشيخ مقبل رحمه الله أنه قال : زيد ثقة ، أنت ماذا تتوهم مباشرة ؟ أنني سمعت هذا الخبر من الشيخ مقبل مباشرة ، ولكنني حقيقة لم أسمع منه ، أنت لماذا توهمت هذا التوهم ؟ لأنك تعلم أنني جالست الشيخ وسمعت منه فعندما أُخبرك بحديث عنه وأقول : عن الشيخ مقبل أنه قال كذا وكذا فمباشرة تتوهم بأنني سمعت هذا الخبر منه ، لكنني حقيقة قوله : زيد ثقة ، لم أسمعه منه ، سمعته بواسطة ، ولكنني أسقطّ الواسطة وأوهمتك أنني سمعته من الشيخ مباشرة ، هذا يسمى تدليس إسناد .هذا إذا ذكره
الراوي بصيغة (عن ) أو ( أن ) فلاناً قال : هذا لا يقبل منه إذا علمت أنه مدلس ، إذا عرفنا أن هذا الشخص مدلساً لا نقبل منه أن يقول : عن الشيخ كذا وكذا أو أن الشيخ كذا وكذا يعني صيغ محتملة للسماع وعدم السماع ، لا نقبلها منه ، لا نقبل منه إلا أن يقول : حدثنا الشيخ أو أخبرنا الشيخ أو سمعت الشيخ ، نص صريح بالتحديث كي نضمن أنه لم يدلس علينا .هذا حكم التدليس.
فإن وجدنا في الإسناد مدلساً قال : عن فلان كذا أو أن فلانا قال
كذا لا نقبل منه ونضعِّف الإسناد به .لا نقبل منه حتى يقول : حدثنا أو أخبرنا أو سمعت
أو أنبأنا ، صيغ صريحة بالتحديث ؛ لأنه هو لا يكذب ، هو عدل ولكنه يدلس ، يوهمك أنه سمع وهو حقيقة لم يسمع وهذا ليس كذباً لكنه إيهام ؛ فهذا لا يُقبل منه خبره إلا أن يقول : حدثنا أو سمعت أو أخبرنا أو أنبأنا ، يصرح بالتحديث ، عندئذ نقبل خبره .هذا
هو تدليس الإسناد .أن يروي الراوي عمَّن سمع منه ما لم يسمعه منه ، أنا رويت عن
الشيخ مقبل الذي سمعت منه رواية لم أسمعها منه ، سمعتها بواسطة ولكن رويتها بصيغة (عن ) أو بصيغة ( أن )، مثلاً أقول لكم عن الشيخ مقبل رحمه الله قال زيد ثقة ، عن هذه ليست صيغة فيها تصريح بالسماع ، فأنا لم أكذب قلت : عن الشيخ مقبل أي أحدثكم خبراً عن الشيخ مقبل ، فهنا لا نقبل من هذا الشخص الذي علمنا عنه هذا الفعل إلا أن يصرِّح بالتحديث .النوع الثاني من أنواع التدليس وهو تدليس الشيوخ ، هنا تدليس الشيوخ لا
يُسقِط أحداً ، يذكر جميع رواة السند ولكن ماذا يفعل ؟يصف شيخه بما لا يشتهر به من اسم أو لقب أو نسب ، يقولون في تعريف تدليس الشيوخ هو أن يصف شيخه بما لم يشتهر به من اسمٍ أو لقبٍ أو نسبة يعني مثلاً لو حدثتكم أنا وقلت لكم الآن : حدثنا أبو عبد الرحمن بن قائدة الخِلَالي ، تعرفونه ؟ الكثير منكم لا يعرف من هذا ؟ وهو حقيقة الشيخ مقبل ، الشيخ مقبل رحمه الله اسمه مقبل بن هادي بن مقبل بن قَائِدَة الهمْدَاني الوادِعي الخِلالي ، وكنيته أبو عبد الرحمن .
فهذه الأسماء التي ذكرتها لكم موجودة في اسم الشيخ ، ومن اسم الشيخ ؛ لكنني ذكرته بها لأنها غير مشهورة عند الناس فيتوهم الناس أنه شيخ آخر ، هذا يسمى تدليس الشيوخ .
يعني أن يسمي شيخه باسم غير مشهور به ، أو ينسبه بنسبة أو يصفه بصفة غير مشهور بها ، هي له لكنه غير مشهور بها ؛ فيتوهم السامع بأنه شيخ آخر غير الشيخ الذي يعرفونه .
هذا كل ما يتعلق بمسألة التدليس التي نريد أن نتكلم عنها في هذا الموضع .
الأسئلة :
السؤال الأول
: ما معنى الحديث الشاذ مع ضرب المثال بارك الله فيكم ؟الجواب :
الشاذ هو من موضوع الدرس القادم إن شاء الله ، وقلنا : الشاذ هو مخالفة المقبول لمن هو أَولى منه . أعطيكم مثالاً : حديث تحريك الأصبع في الصلاة ، هذا الحديث رواه ثلاثة عشر راوياً كلهم يذكرون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يشير بأصبعه السبابة ، اثنا عشرة راوياً رواه بهذا اللفظ ، زاد واحد منهم وهو زائدة ابن قدامة زاد " يحركها "، زاد هذه الزيادة ، طيب نحتاج أن ننظر الآن لماذا لم يروِ هذه الزيادة الرواة الاثنا عشر ؟ لماذا لم يزدها إلا هذا ؟ قالوا : هذه تفسيرية فَسرت لنا معنى الإشارة .قلنا التفسير ممن ؟ من النبي - صلى
الله عليه وسلم - أم من زائدة ؟ إن قلتم من النبي - صلى الله عليه وسلم - قلنا لكم لماذا لم يذكره الاثنا عشر ؟!وإن قلتم من زائدة بن قدامة نقول لكم إذاً هي من
كلامه وليست من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - ، من تفسيره من اجتهاده ، إذاً ، فهي رواية شاذة أي خالف فيها زائدة بن قدامة الاثنا عشر راوياً الذين رووا هذا الحديث ولم يذكروا التحريك ، هو الذي تفرد بذكر التحريك ، إذاً فذكر التحريك في هذا الحديث يعتبر شاذاً وسيأتي التفصيل في درس الغد إن شاء الله .السؤال الثاني
: هل الأسانيد المعلقة في الصحيحين ضعيفة ؟ وجزاكم الله خيرا .الجواب :
لا يطلق القول فيها لا بالصحة ولا بالضعف ؛ بل يُبحث عنها ويُنظر إلى أسانيدها فإن صحت حُكم بصحتها وإن ضعفت حُكِم بضعفها ، ولا نطلق القول فيها لا بالصحة ولا بالضعف ؛ إذ إنها ليست من شرط الصحيح أصلاً .البخاري عندما أدخلها في صحيحه لم يشترط أن
تكون من ضمن أصل مادة الكتاب ؛ لأنه أصلاً عندما سمى كتابه سماه : الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله وسننه وأيامه ، والمسند هو الذي فيه أحاديث متصلة ، فإذاً لا بد أن يكون له إسناد ومتصل حتى يكون الحديث من شرط الصحيح ، فإذا لم يصله ؛ فمعنى ذلك أنه لم يرد أن يدخله في أصل الكتاب .السؤال
الثالث : كيف يُعرف الراوي المدلس من غيره ؟الجواب :
نعم هذا سؤال في محله وأنا نسيت أن أذكره في خلال الدرس . يُعرَف الراوي المدلِّس من غيره بالرجوع إلى كتب الرجال . عندما يمر بك راوٍ من الرواة ، ترجع إلى كتب الرواة ، كتب الرجال كي تعرف حاله ، كيف ستعرف حال هذا الرجل ؟ بالرجوع إلى كلام أهل العلم بالجرح والتعديل ، وهو الموجود في كتب الرجال ، فإذا نص العلماء وقالوا بأنه مدلس أو أنه يروي عن الشخص الذي سمع منه بلفظ (عن ) ولم يكن قد سمع منه ؛ فعندئذ تحكم عليه بالتدليس وقد جمع الحافظ ابن حجر رحمه الله المدلسين في كتاب له سمّاه مراتب المدلسين واسمه بالكامل ( تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس ) .السؤال الرابع
: هل صح سماع الشعبي من أمهات المؤمنين ؟ وجزاكم الله خيراً الجواب : ليس عندي شيء الآن في جميع أمهات المؤمنين ، أما في بعضهن فلم يصح سماعه فيما أذكر الآن من أم سلمة ، لم يصح سماعه من أم سلمة ، ولكن في بقية أمهات المؤمنين لا أذكر شيئا الآن ..نعم السؤال الخامس : هل بمجرد ما نجد راوٍ مدلس في إسنادٍ ما ثم وجدنا بعده صيغة ( عن ) أو (قال ) نحكم على الإسناد بالضعف ؟الجواب :
ينبغي بداية قبل كل شيء أن نبحث في بقية الأسانيد ، نجمع طرق الحديث وننظر فيها ، ربما الراوي لم يصرِّح بالسماع في الإسناد الذي بين يديك ، ولكنه صرَّح في موضع آخر ، قال : حدثنا أو أخبرنا أو سمعت ، فإذا وجدنا له تصريحاً في موضع آخر حكمنا عليه بالصحة إن كانت قد توفرت فيه بقية شروط الصحة ؛وإلا فلا . وفي المدلسين تفصيل ذكره الحافظ في طبقات المدلسين . والله أعلم