القائد الدميث شرح الباعث الحثيث
الجزء الثامن
القسم الأول
وعنى أهل العلم
بالعدل المسلم البالغ العاقل الخالي من أسباب الفسق وخوارم المروءة .واشترطوا أيضاً
كي يقبلوا منه الحديث أن يكون حافظاً ضابطاً ، والضبط هو الحفظ وهو نوعان : ضبط صدر وضبط كتاب ، وضبط الصدر أن يثبت ما سمعه بحيث يتمكن من استحضاره متى شاء ، وضبط الكتاب هو صيانته لديه مذ سمع فيه وصححه إلى أن يؤدي منهوالمحدث الحافظ لا يقول في الحديث إسناده صحيح
وإسناده حسن ويترك الحكم بالصحة عليه مطلقاً إلا وفي نفسه شيء من هذا الحديث كما قال الحافظ ابن حجر .( وأما قول الترمذي. " هذا حديث حسن صحيح " فمشكل، لأن الجمع بينهما في حديث واحد كالمعتذر، فمنهم من قال: ذلك باعتبار إسناد حسن وصحيح )
(
قلتُ : وهذا يردّه أنه يقول في بعض الأحاديث : هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه(( ومنهم من يقول : هو حسن باعتبار المتن صحيح باعتبار
الإسناد(قال
ابن كثير - رحمه الله - : (فعلى هذا يكون ما يقول فيه حسن صحيح أعلى رتبة عنده من الحسن ودون الصحيح ، و يكون حكمه على الحديث بالصحة المحضة ) أي التي ليس معها الحسن ( أقوى من حكمه عليه بالصحة مع الحُسْنِ .والله أعلم ) أي درجة وسطى هي أنزل من درجة الصحيح وأعلى من درجة الحسن .(قال )
: أي ابن الصلاح في علوم الحديث ( وهو ما لم يجتمع فيه صفات الصحيح ولا صفات الحسن المذكورة فيما تقدم ) أي إذا انتفت صفة من صفات الحديث الصحيح أو صفة من صفات الحديث الحسن نزل من رتبة الصحيح إلى رتبة الضعيف .قال :
( فينقسم حينئذ إلى الموضوع والمقلوب والشاذ والمعلل والمضطرب والمرسل والمنقطع والمعضل وغير ذلك ) وكلها ستأتِي - إن شاء الله - معنا في أنواع مفردة في المباحث القادمة .