هل هناك فرق بين شروط لا إلـه إلّا الله ومقتضها؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، أما بعد ؛
فأما الشروط فهي الأمور التي لا تنفع كلمة التوحيد إلا بها ، وأخذت من أدلة الكتاب والسنة ، وهي :
العلم بمعناها ، واليقين وهو عدم الشك بصحتها ، والإخلاص لله في ذلك وحده ، والصدق بقلبه ولسانه ، والمحبة لها ولما دلت عليه من الإخلاص لله ، وقبولها وقبول ما اقتضته ، والانقياد لما دلت عليه من المعنى .
وأما مقتضاها : فهو ما دلت عليه الكلمة من معنى .
وهو ترك عبادة ما سوى الله من جميع المعبودات، المدلول عليه بالنفي وهو قولنا : ( لا إله ) . وعبادةُ الله وحده لا شريك له، المدلول عليه بالإثبات، وهو قولنا : ( إلا الله ) ، فكثير ممن يقولها يُخالف مقتضاها؛ فيثبت الإلهية المنفية للمخلوقين والقبور والمشاهد والطواغيت والأشجار والأحجار .
وهؤلاء اعتقدوا أن التوحيد بدعة، وأنكروه على من دعاهُم إليه، وعابوا على من أخلصَ العبادة لله .
ومقتضى شهادة أن محمدًا رسول الله
طاعتهُ وتصديقُهُ، وطاعته فيما أمر وترك ما نهى عنه، والاقتصار على العمل بسنته، وترك ما عداها من البدع والمحدثات، وتقديم قوله على قول كل أحد . والله أعلم