الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد ؛
فاعلم أولا أن دعوة الأنبياء لم تقتصر على توحيد الألهية ، بل هي شاملة لأنواع التوحيد الثلاثة ، نعم كان تركيزهم الأكبر على هذا النوع من التوحيد ؛ لأن الأقوام الذين أرسلوا إليهم كان أكثر شركهم من هذا النوع ، وهذه هي دعوة الأنبياء : يركز الداعية في دعوته على نوع العلم الذي حصل فيه الخلل والزلل أكثر من غيره ، فيعطيه اهتماما أكبر ، والضلال في باب الأسماء والصفات في عهد شيخ الإسلام كان عظيما وخطيرا .
أضف إلى ذلك أن شيخ الإسلام لم يهمل الدعوة إلى هذا النوع من التوحيد ، أو قلل من الاهتمام به، فإن من قرأ أول أربعة مجلدات من مجموع الفتاوى ، ورسالة العبودية ، والرد على البكري ، والرد على الأخنائي ، وغيرها من كتبه رحمه الله ؛ علم اهتمامه الكبير بهذا النوع من أنواع التوحيد.
إذا علمت ذلك ؛ علمت أن شيخ الإسلام رحمه الله كان على طريقة الأنبياء في دعوته رحمه الله ، ولم يخالفها . والله أعلم.