الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد ؛ فلم يعد يخفى على أحد مفاسد الاختلاط وما يترتب عليه من انتشار للزنا والفواحش ، حتى أقر بضرره دعاته ورافعو شعاراته ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون يحرصون على التمييز بين الرجال والنساء خشية الفتنة ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "وقد كان من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه التمييز بين الرجال والنساء والمتأهلين والعزاب فكان المندوب في الصلاة أن يكون الرجال في مقدم المسجد والنساء في مؤخره ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم :"خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها ، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها " ، وقال : " يا معشر النساء لا ترفعن رؤوسكن حتى يرفع الرجال رؤوسهم ، من ضيق الأزر ". وكان إذا سلم لبث هنيهة هو والرجال لينصرف النساء أولا لئلا يختلط الرجال والنساء ، وكذلك يوم العيد كان النساء يصلين في ناحية فكان إذا قضى الصلاة خطب الرجال ثم ذهب فخطب النساء فوعظهن وحثهن على الصدقة ؛ كما ثبت ذلك في الصحيح ، وقد كان عمر بن الخطاب وبعضهم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد قال عن أحد أبواب المسجد أظنه الباب الشرقي : لو تركنا هذا الباب للنساء . فما دخله عبد الله بن عمر حتى مات . وفي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال للنساء : " لا تحققن الطريق وامشين في حافته " ؛ أي لا تمشين في حق الطريق وهو وسطه . وقال علي عليه السلام : ما يغار أحدكم أن يزاحم امرأته العلوج بمنكبها . يعني في السوق ، وكذلك لما قدم المهاجرون المدينة كان العزاب ينزلون دارا معروفة لهم متميزة عن دور المتأهلين ؛ فلا ينزل العزب بين المتأهلين وهذا كله ؛ لأن اختلاط أحد الصنفين بالآخر سبب الفتنة ، فالرجال إذا اختلطوا بالنساء كان بمنزلة اختلاط النار والحطب ، وكذلك العزب بين الآهلين فيه فتنة لعدم ما يمنعه ؛ فإن الفتنة تكون لوجود المقتضِي وعدم المانع...." . من كتاب الاستقامة ( 1 / 360 - 361).
إذا علم ذلك علمنا عدم جواز عمل المرأة في الشركات والمؤسسات والدوائر والمكاتب المختلطة مطلقا لعظيم الفتن التي وقعت من وراء ذلك . وأخيرا أنصح شباب المسلمين بعدم الانجرار خلف دعوات الغرب وأذنابهم من العلمانيين الذين لا يريدون بأمتنا خيرا ، وإنما أرادوا إفسادها وتدميرها بطريقة خبيثة ماكرة وقد بدأت كثير من دعاواهم تنكشف ويظهر كذبها وفسادها بحمد الله . قال تعالى {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير}
وقال : { ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير}. والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل .