الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد؛
فسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ثبت في دعاء القنوت أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو بقوله: "اللهم اهدنا فيمن هديت.. إلى قوله: تباركت ربنا وتعاليت". وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صلوا كما رأيتموني أصلي". فهل تجوز الزيادة على هذا الدعاء ؟
...
فأجاب بقوله : هذا القول لم يثبت من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما من تعليمه للحسن بن علي، وقد قال الحسن للرسول صلى الله عليه وسلم: "علمني دعاءً أدعو به في قنوت الوتر" . ولم يقل علمني دعاء قنوت الوتر. وهذا يدل على أن قنوت الوتر أوسع من هذا الدعاء ؛ لأن (في) للظرفية، والظرف أوسع من المظروف، وهذا يدل أن الدعاء في قنوت الوتر أوسع من هذا. ......
فلا بأس أن يزيد الإنسان على هذا الدعاء في قنوت الوتر ، وإن كان وحده فليدع بما شاء، ولكن الأفضل أن يختار الإنسان جوامع الدعاء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بجوامع الدعاء، ويدع ما دون ذلك. وينبغي للإمام أن لا يطيل على الناس وألا يشق عليهم. ولهذا لما جاء الرجل يشكو معاذاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يطيل بهم في صلاة العشاء، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: "أيها الناس إن منكم منفرين، فأيكم أم الناس فليوجز". وهذا دليل على أن الإمام يجب عليه أن يراعي حال من وراءه، فلا يشق عليهم حتى بقراءة الصلاة.