الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد ؛
فإذا كنت تشعرين بفتور قوتك بعد خروج السائل الأبيض ؛ فيكون هذا منيا يوجب الغسل ، وإن كان الغالب في مني المرأة الصفار ، إلا أنه أحيانا يكون أبيض .
وأما الشفاف فيوجب الوضوء فقط .
قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم عند قوله صلى الله عليه وسلم : " أن ماء الرجل غليظ أبيض وماء المرأة رقيق أصفر" .
قال : هذا أصل عظيم في بيان صفة المني ، وهذه صفته في حال السلامة وفي الغالب .
قال العلماء : مني الرجل في حال الصحة أبيض ثخين يتدفق في خروجه دفقة بعد دفقة ، ويخرج بشهوة ، ويتلذذ بخروجه ، وإذا خرج استعقب خروجه فتورا ورائحة كرائحة طلع النخل ورائحة الطلع قريبة من رائحة العجين .
وقيل : تشبه رائحته رائحة الفصيل .
وقيل : إذا يبس كان رائحته كرائحة البول .
فهذه صفاته وقد يفارقه بعضها مع بقاء ما يستقل بكونه منيا ، وذلك بأن يمرض فيصير منيه رقيقا أصفر ، أو يسترخي وعاء المني فيسيل من غير التذاذ وشهوة ، أو يستكثر من الجماع فيحمر ويصير كماء اللحم ، وربما خرج دما عبيطا .
وإذا خرج المني أحمر فهو طاهر موجب للغسل ، كما لو كان أبيض .
ثم إن خواص المني التي عليها الاعتماد في كونه منيا ثلاث :
أحدها : الخروج بشهوة مع الفتور عقبه .
والثانية : الرائحة التي شبه الطلع كما سبق .
الثالث : الخروج بزريق ودفق ودفعات .
وكل واحدة من هذه الثلاث كافية في إثبات كونه منيا ولا يشترط اجتماعها فيه ، وغذا لم يوجد شيء منها لم يحكم بكونه منيا ، وغلب على الظن كونه ليس منيا .
هذا كله في مني الرجل .
وأما مني المرأة فهو أصفر رقيق وقد يبيض لفضل قوتها ، وله خاصيتان يعرف بواحدة منهما :
إحداهما : أن رائحته كرائحة مني الرجل .
والثانية : التلذذ بخروجه وفتور شهوتها عقب خروجه.
قالوا ويجب الغسل بخروج المني بأى صفة وحال كان . والله أعلم