الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد ؛
أخرج أبو داود في سننه (2437) وغيره عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه و سلم أنها قالت
: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس .
من طريق هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه و سلم به .
وهو حديث ضعيف مضطرب سندا ومتنا ، وهنيدة مختلف في صحبته ، ولا يوجد ما يدل عليها ، وامرأته ذكر الحافظ في التقريب أنها صحابية ، ولم أجد شيئا يدل على ذلك ، ولم أجد فيهما توثيقا معتبرا .
قال الزيلعي في نصب الراية بعد أن ذكر هذا الحديث : "وهو ضعيف ، قال المنذري في " مختصره " : اختلف فيه على هنيدة ، فروي كما ذكرنا ، وروي عنه عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وروي عنه عن أمه عن أم سلمة ، مختصرا ".
قلت والصحيح في ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه (1176) : عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم صائما في العشر قط.
ولكن الصيام يدخل في العمل الصالح الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : " ما العمل في أيام العشر أفضل منها في هذه " . قالوا : ولا الجهاد ؟ قال : " ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء " . أخرجه البخاري في صحيحه ( 969) من حديث ابن عباس . والله أعلم .