ليلة النصف من شعبان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد
فلم يصح في فضل ليلة النصف من شعبان حديث، وقد نبه على ضعف الأحاديث الواردة فيها غير واحد من أهل العلم، وأحياءها بدعة محدثة. والله أعلم
قال ابن رجب الحنبلي في لطائف المعارف (ص137): وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث أخر متعددة، وقد اختُلف فيها، فضعفها الأكثرون، وصحح ابن حبان بعضها، وخرجه في صحيحه.
ومن أمثلها حديث عائشة: قال: فقدت النبي صلى الله عليه وسلم، فخرجت، فإذا هو بالبقيع رافعاً رأسه إلى السماء، فقال: "أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟!" فقلت: يا رسول الله، ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: " إن الله تبارك وتعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب". خرجه الإمام أحمد والترمذي، وذكر الترمذي عن البخاري أنه ضعفه.
وذكر أحاديث أخر ثم قال: وفي الباب أحاديث أخر فيها ضعف.
ثم ذكر خبر نوف البكالي، فقال:
وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام؛ كخالد بن معدان ومكحول ولقمان بن عامر وغيرهم يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها .
وقد قيل إنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك، فمنهم من قبله منهم وافقهم على تعظيمها، منهم طائفة من عباد أهل البصرة وغيرهم.
وأنكر ذلك أكثر علماء الحجاز منهم عطاء وابن أبي مليكة ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة وهو قول أصحاب مالك وغيرهم وقالوا: ذلك كله بدعة. انتهى
قلت: وما قاله أكثر أهل الحجاز وأصحاب مالك هو الحق اتباعا للأدلة العامة والخاصة. والله أعلم